المظاهر الكدابة".. شبح لعين يهدد الفرد والمجتمع - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المظاهر الكدابة".. شبح لعين يهدد الفرد والمجتمع - بوابة فكرة وي, اليوم الأربعاء 16 أكتوبر 2024 02:52 مساءً

أكد الخبراء خطورة هذه الظاهرة اللعينة التي سيطرت علي العقول مشيرين إلي أنها أصبحت تشكل تحدياً متزايدًا للمجتمع لما تسببه من ضغوط مالية كبيرة علي الأفراد والعائلات مؤكدين ضرورة تكاتف كافة الجهات المعنية لتوعية المصريين بأن القيمة الحقيقية للإنسان ليست فيما يقتني أو يركب أو يلبس وإنما في شخصيته ومهاراته.. ولذا فعلي كل فرد أن يسعي بدأب لترشيد نفقاته وتطوير شخصيته وقدراته ليصبح شخصا إيجابيا مواكبا لسوق العمل ودافعا لعجلة الإنتاج والتنمية. بدلا من الانشغال بالتفاهات والشكليات التي لا جدوي لها.

دكتورة هدير العزقلاني "خبيرة العلوم الاجتماعية والإدارية"

ثقافة لعينة تسبب تفاقم الأعباء الاجتماعية والنفسية

انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتقليد الأعمي والمقارنات.. وراء انتشار الظاهرة

نحتاج لحملات توعية شاملة بمشاركة كافة الجهات المعنية

تري دكتورة هدير العزقلاني "خبيرة العلوم الاجتماعية والإدارية" أن العالم يشهد تحولات ثقافية واجتماعية عميقة أثرت بشكل ملحوظ علي سلوكيات الأفراد في مختلف الطبقات. ومن بين هذه التحولات تفشي ظاهرة التباهي والتفاخر التي أصبحت أكثر وضوحًا في المجتمع المصري. والتي تجسد تزايد الرغبة لدي الأفراد في إظهار تميزهم أمام الآخرين. من خلال ممتلكاتهم أو مظهرهم. مما يخلق مزيدا من الأعباء الاجتماعية والنفسية متزايدة. مضيفه أن التباهي لدي المجتمع المصري يتخذ أشكالاً مختلفة بناءً علي الطبقات الاجتماعية. كما تختلف الدوافع وراء هذا السلوك. فعلي سبيل المثال نجد أن الطبقة الغنية تركز بشكل أساسي علي الممتلكات الفاخرة مثل السيارات الفارهة. والمنازل الضخمة. والسفر إلي وجهات سياحية عالمية لتعزيز المكانة الاجتماعية وإظهار التفوق المالي أمام الآخرين. حيث يسعي أفراد هذه الطبقة إلي الهيمنة الاجتماعية وإبراز قدرتهم علي تحقيق الرفاهية.
أضافت أن الذين ينتمون الي الطبقة المتوسطة يتباهون بشراء المنتجات ذات العلامات التجارية الشهيرة محاولين تعزيز مكانتهم داخل المجتمع. ومن زاوية ثالثة نجد أن الطبقات الفقيرة ذات الدخل المحدود. تتباهي بامتلاك الأجهزة الإلكترونية الحديثة أو تنظيم مناسبات اجتماعية كبيرة. محاولين تعويض النقص المادي أو الاجتماعي. حيث يسعي الأفراد إلي التأكيد علي وجودهم الاجتماعي وكسب احترام الآخرين. وفي المدن الكبري مثل القاهرة والإسكندرية. ينتشر التباهي بين الشباب من خلال الأزياء والعلامات التجارية. بينما في الريف قد يتجلي في تنظيم احتفالات ضخمة أو اقتناء مركبات باهظة الثمن.
أوضحت أن تفشي ظاهرة التباهي والتفاخر بشكل عام خلال الآونة الأخيرة يرجع إلي التحولات الثقافية والاجتماعية ممثلة في تزايد الانفتاح علي الثقافة الغربية وتراجع القيم الروحية التقليدية. حيث أصبحت الشكليات والماديات تطغي علي كل شيء. مضيفة أن غياب التوجيه الديني والأخلاقي لعب دورا أيضا في هذا الصدد حيث باتت القيم المادية تتغلغل في المجتمع المصري. وأصبح التباهي بالمظاهر هو الطريق لإثبات الذات. ومواجهة الضغوط المجتمعية الناجمة عن المقارنات. بالإضافة الي إشباع الرغبة في الاندماج في دوائر اجتماعية معينة أو جذب انتباه الآخرين. مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في تفاقم هذه الظاهرة اللعينة. حيث توفر بعض المنصات مثل "إنستجرام" و"فيسبوك" فرصة للأفراد لعرض حياتهم بشكل مبالغ فيه. حيث يقوم الكثير من المؤثرين بالترويج لأنماط حياة مثالية. مما يخلق ضغطًا إضافيًا علي الآخرين لمحاكاة هذه الحياة التي تعتمد علي المظاهر المادية والتباهي. مشيرة إلي ضرورة تكاتف كافة الجهات المعنية لمواجهة هذه الظاهرة لما لها من تأثيرات نفسية سلبية علي الأفراد والمجتمع. حيث تؤدي الي تفشي القلق والتوتر وفقدان الهوية الذاتية. حيث يصبح الأفراد مهووسين بالنجاح الظاهري علي حساب تطوير الذات كما تعزز التنافس السلبي بين الأفراد. مما يزيد من الفجوة الاجتماعية ويؤدي إلي تفاقم المشاعر السلبية مثل الحسد والغيرة.

دكتور أدهم محمد البرماوي "مدرس الاقتصاد والمالية العامة بالمعهد العالي للإدارة"

لابد من تبني ثقافة استهلاكية تقوم علي العملية والترشيد والعقلانية

اتخاذ قرارات مالية أكثر حكمة .. ضرورة لتجنب الوقوع في فخ الديون

أكد دكتور أدهم محمد البرماوي "مدرس الاقتصاد والمالية العامة بالمعهد العالي للإدارة وتكنولوجيا المعلومات بكفر الشيخ" أن المجتمع المصري شهد في السنوات الأخيرة تحولات اقتصادية واجتماعية كبيرة أثرت بشكل ملحوظ علي سلوكيات الأفراد وأنماط استهلاكهم. وتعد ثقافة التباهي والتفاخر إحدي الظواهر السلبية الناجمة عن هذه التحولات. حيث تتجسد هذه الثقافة الدخيلة في الإنفاق غير المبرر علي السلع الفاخرة والترفيهية. وهذه الظاهرة. التي طالت بالأساس الشباب. أصبحت تشكل تحدياً للمجتمع لما تسببه من ضغوط مالية كبيرة علي الأفراد والعائلات. مما يؤدي في بعض الأحيان إلي الاقتراض أو الدفع بالتقسيط لشراء سلع لا تتناسب مع المستوي المالي أو الدخل ومستوي المعيشة الفعلية للمشتري مما يؤدي إلي تضخم الديون الشخصية وزيادة الضغوط المالية. مشيرا إلي أن ثقافة التبذير والتفاخر تتجلي في حرص الكثير من الأفراد علي اقتناء الماركات الفاخرة والسلع غير الضرورية مثل الساعات الفاخرة. والهواتف المحمولة ذات الأسعار الباهظة. والسيارات الفارهة. وحتي سماعات الرأس التي تكون في الغالب باهظة الثمن دون حاجة فعلية لذلك. ويكمن الغرض الأساسي من هذه المشتريات في التفاخر أمام الآخرين وإظهار "نمط حياة" ينافي الواقع.
أوضح أنه علي النقيض من ذلك. نجد أن العديد من الدول المتحضرة تتبني ثقافة استهلاكية تقوم علي العملية والترشيد. فالأفراد في هذه المجتمعات يفكرون بشكل اقتصادي وعقلاني. حيث يشترون ما يحتاجونه فقط وما يؤدي الغرض. بغض النظر عن العلامة التجارية أو مدي فخامة المنتج. فالأمر لا يتعلق بالتباهي أو إظهار الرفاهية. بل بالاحتياجات الفعلية والقدرة المالية للفرد. وهذه العقلية تعزز من الاستقرار المالي وتجنب الأفراد الدخول في دوامة الديون. فينبغي أن نتخذ من هذه الدول نموذجا نحتذي به. حيث لابد من توعية المصريين بأهمية ترشيد نفقاتهم وتجنب التبذير. فالقيمة الحقيقية للفرد لا تتحدد بما يرتديه أو ما يمتلكه من سلع فاخرة. بل تتجلي في شخصيته ومهاراته وقدرته علي مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات. فيجب علي كل فرد أن يسعي لتطوير ذاته والعمل علي تحسين مهاراته الشخصية والمهنية. بدلاً من الانشغال بالمظاهر والشكليات التي لا تضيف له قيمة فعلية. مضيفًا أنه لابد من التوعية بالمفهوم الصحيح لترشيد النفقات فهو لا يعني الحرمان أو التوقف عن الشراء. بل يعني اتخاذ قرارات مالية أكثر حكمة. وفهم الأولويات. وتقدير ما هو ضروري وما يمكن تأجيله أو الاستغناء عنه. لأن هذه الثقافة المالية تساعد الأفراد علي تحقيق التوازن بين احتياجاتهم ورغباتهم. وتجنب الوقوع في فخ الديون والضغوط المالية.
أكد أن كبح جماح ثقافة التباهي والتفاخر يتطلب توجيه حملات توعية شاملة تشارك فيها وسائل الإعلام. والمؤسسات التعليمية. والدينية. وحتي الشركات التي يمكن أن تروج لمنتجات بأسعار معقولة وذات جودة. بعيداً عن فكرة التفاخر. وعلي المدي الطويل. هذه التوعية ستساهم في بناء مجتمع أكثر استدامة يعتمد علي القيم الحقيقية والبناءة للفرد. مثل العمل الجاد. والتفاني. وتطوير المهارات. حيث إن ترشيد النفقات هو جزء أساسي من الحياة المستدامة. وهو ما يجب أن يتبناه المجتمع المصري علي نطاق واسع. فالقيمة الحقيقية للإنسان تكمن في مهاراته وشخصيته وليس فيما يرتديه أو يقتنيه. فلابد من التركيز علي تطوير الذات والسعي لتحسين المهارات سيكون له تأثير إيجابي علي الفرد والمجتمع ككل. ويجب أن يسعي كل فرد إلي تحسين حياته بالاعتماد علي العمل الجاد والفكر العملي. بعيداً عن التبذير والتفاخر.

دكتور عصام المغربي "خبير علم النفس السلوكي والتنمية البشرية"

هوس الشراء والتفاخر ..ينم عن اضطراب نفسي

لابد من الترويج لأهمية تطوير الذات والتواكب مع سوق العمل ودفع عجلة التنمية

حذر دكتور عصام المغربي "خبير علم النفس السلوكي والتنمية البشرية" من تباهي بعض الشباب بما يلبسون أو يشربون وتفاخرهم بما يشترون من سلع فارهة أو سيارات لا تتناسب مع مستوي دخولهم حتي يصل الأمر بهم إلي اللجوء للاقتراض في بعض الأحيان. مشيرا إلي أن التسوق غير المنضبط وشراء الأشياء غير الضرورية أو هوس الشراء والتفاخر أو كما يطلق عليه اضطراب التسوق القهري يعد أحد أنواع الإدمان النفسي. وفي كثير من الأحيان يكون اضطراب الشراء القهري مرتبط بالمزاج والقلق وتعاطي المخدرات واضطراب الأكل فبداية الإصابة بهذا النوع من الاضطراب تحدث في نهاية المراهقة. مشيرا إلي أن الإفراط في الشراء والتسوق أو شراء أشياء غير ضرورية والشعور بالحاجة الماسة إلي التسوق وإنفاق المال بطريقة سريعة والشعور بسعادة بالغة عند شراء أو امتلاك أشياء جديدة يمكن أن ينم عن اضطراب نفسي.
أضاف أن هناك فرقاً كبيراً بين طريقة تفكير الشباب في مصر من جانب وبين الدول المتحضرة من جانب آخر ففي الوقت الذي يسعي فيه الشباب المصريون للتباهي. نجد أن أقرانهم في الدول المتقدمة يركزون اهتماماتهم علي التعلم والتدرب وشراء الاحتياجات اللازمة التي تمكنهم من الاستمتاع بالحياة بدون بذخ ولا تبذير.. مؤكدا أنه ينبغي علي المصريين أن يبحثوا دائما علي تطوير الذات واكتساب مهارات التفكير الإبداعي والخبرات والمهارات الجديد ة التي تعينهم علي اكتساب وظائف جديدة والتواكب مع سوق العمل والارتقاء في مناصب قيادية وان يكونوا سببا في رقي المجتمع ودفع عجلة التنمية.

دكتور أيمن غنيم "الخبير الاقتصادي والقانوني":

الانشغال بالتفاهات والشكليات.. يهدم الأفراد والمجتمعات

قيمة الإنسان ليست فيما يملك.. وإنما في شخصيته ومهاراته

أكد الدكتور أيمن غنيم "الخبير الاقتصادي والقانوني" أن تفشي ثقافة التفاخر والاستهلاك المسيطرة علي قطاعات واسعة في المجتمع تحتاج إلي وقفة صادقة ومراجعة أمينة لما لها من تأثيرات سلبية علي اقتصاديات الأسر والاقتصاد القومي. مشيرا الي أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا خبيثا في خلق أنماط حياة خاطئة تفترض أن قيمة الإنسان فيما يستهلكه من سلع وكماليات. موضحا ما لهذه الأفكار من تأثير خطير في استنزاف ميزانيات الأفراد والأسر وزيادة الاستيراد الاستهلاكي. مما يؤدي إلي إهدار موارد البلاد من العملات الصعبة. وبالتالي إضعاف قيمة الجنيه المصري وزيادة الأسعار في السوق المحلية وهدم المجتمعات. مشيرا إلي أن الدول الصناعية المتقدمة كان يغلب عليها - في فترات عبورها من التأخر إلي التقدم - ثقافة الادخار والاستثمار والإنتاج. وشدد غنيم في هذا المضمار علي دور الإعلام والخطاب الديني. بجناحيه الأزهر والكنيسة. في مكافحة هذه الظاهرة من خلال بناء الوعي والتثقيف بأضرار هذه الثقافة الاستهلاكية وضرورة تغييرها. خاصة وأن قيمة الإنسان ليست فيما يركب أو يلبس وإنما قيمته الحقيقية في شخصيته ومهاراته. ولذا فعلي كل فرد أن يسعي بدأب لترشيد نفقاته وتطوير شخصيته وقدراته ليصبح شخصا إيجابيا بدلا من الانشغال بالتفاهات والشكليات

 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق