عاجل

وطني .. رفقا بقلوب اصحاب الكلمه - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

  

انهم يملكون حروفهم وكلماتهم فقط "ومن يملك الكلمات يملك الاتي " المؤمنين بالوطن قبل قلوبهم يتقاسمون مع الاقمار محصوله السنوي ، ويسهرون مع الاخبار من اجل الاطمئنان عليه ، المشتاقين لعناق طويل معه ، المراقبين له حتى وقف على قدميه ، ابنائه الخائفين عليه ، اسوار نجومه ، حجارة نهره المبارك ، الحالمين بالفضفضة معه في جلسة سريه بعيدا عن عيون المراقبين .

المحرومين من لقائه في العلن

والمشتركين معه بخساراته قبل مكاسبه ، الراضين بنصيبهم فيه وبيته الذي يأوي اليه حينما ينسحب المنتفعين ، واليد التي تربط على على قلبه ، وتسنده في المحن ، والعيون التي تسهر على مرضه حتى الصباح .

الشاهدين على لحظات ولادته وطفولته ، المبحرين مع اشرعة احلامه والماضين مع اشراقة شمسه .

انهم ابناءك ايها الوطن تلاميذ معاهدك وجامعاتك ، وانت النشيد الباقي في ذاكرتهم ، وانت العشق في اولى مقالاتهم ، كان شتاؤك دائما نار قصائدهم ، وعطرهم الذي يرافقهم في كل مناسبه اجتماعيه انت وحدك من تشعل حرائقهم ، انت مادة توهجهم فلا تطفئهم .

انهم ان غضبوا فأن غضبهم لك وان والاب لا يملك الا ان يغفر لطفله الغاضب .

لم يعرفوا يوما كيف ينافقون لك من اجل مالك ، ولا كانوا مزدوجين متناقضين من اجل مباركة غيرك ، ورثوا حزن آبائهم وشقائهم معك ، وامتصت ايامك الصعبه زيت صبرهم ومضغت الواسطات ليالي سهرهم وقتل توريث المناصب الوزاريه والاداريه للابناء احلامهم واحلام ابنائهم في وظائفهم البسيطه .

سامحهم اذا وجدتهم حزينين مكسورين مكتئبين ومطويين على انفسهم ، لا تقلق عليهم اذا رأيتهم مهزومين فقد قاتلوا من اجلك دوما بشجاعه ، لا تعتب عليهم اذا هاجروا وتركوا خلفهم كل شيء واختاروا المنفى عليك .

لقد تعلموا في مدارسك انك لهم فلما كبروا لم يجدوا لهم مكانا فيك . وتعلموا انك مزروع فيهم فلما كبروا لم يجدوك .

وكانوا يرونك بوضوح وعندما كبروا لم يستطيعوا ان يتعرفوا عليك .

كانوا يتحسسون بحتك وحينما كبروا لم يستطيعوا ان يميزوا صوتك .

انت ما تبقى لهم ، انت انقلاب ايلول ، واسئلة الغائبين ، ووجوه المتعبين ، والدمع المختبئ في رسائل العاشقين ، وبيوت الطين القديمه ، بوابات جامعة اليرموك مدرجات كليه الاداب والمكتبه الحسينيه .

وهؤلاء هم كتابك ، تنهدات الحارات الحزن في صوت الاهل ، وشوشات العجزه والامهات امام الدور ، لهاث انفاس العمال الطيبين ووجع الاباء الطفرانين .

خافوا دوما على حالة قلبك

ما ارادوا يوما جرح احساسك ولا افتعال الشجار معك ، ولا هان يوما عليهم بكائك ، ولا غامروا بك يوما في سبيل تعظيم ثرائهم ، ولا قامروا فيك في سبيل لذتهم ، ولا تركوك في ليالي عزلتك بينما كان ابنائهم واقربائهم كشجر السرو وقوفا على حدودك وصحرائك الشقراء ، ولم يرهنوا اشياءك الثمينه في غفلة منك للباعة المتجولين .

مد لهم يديك الذهبيتين ايها الوطن بادلهم الحديث حاورهم تناقش معهم واذا اردت ان ترتحل فاترك لهم عنوانك الجديد ولا تتركهم في فوضى الظنون .

يا اردننا واردن الاباء والاجداد اننا ابنائك ، احفاد بيار الماء ، حراس جبالك ، المعجونين في ترابك والمتورطين كالعشاق في عشق ليس منه امل وحنين لا ينتهي ، المتمددين فيك كداليات العنب .

انت الذي صنعت اصواتهم ثم حاسبتهم على صراخهم وانت الذي منحتهم الوانك المائيه وعاقبتهم حينما بدأو برسم عينيك البائستين وانت الذي اشتريت لهم الدفاتر والمحابر والجرائد ثم منعتهم من النشر ، وانت الذي علمتهم اول الكلام ثم جعلتهم يدفعون الجزيه عن كل الكلمات .

انهم ينتظرون عودتك اما تعبت من الرحيل

انهم يننتظرون بريد رسائلك فهل تكتب لهم

ينتظرون زيارتك فهل تجي

احمد علي الشياب


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق