القضاء على إسرائيل من الداخل! - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القضاء على إسرائيل من الداخل! - بوابة فكرة وي, اليوم الأربعاء 25 سبتمبر 2024 01:57 مساءً

إذا أراد شخص في الريف أن يحرق غيطان القمح أو الذرة أو القطن لخصمه دون أن يمسك أحد عليه دليلا، يسكب على ذيل قطة أو فأر الجاز ثم يأخذه إلى داخل الغيط ويشعل فيه النيران، وتكون النتيجة معروفة، كل اتجاه يتجه إليه القط المشتعل يشتعل معه جانبا من الغيط حتى تقضى النار على الغيط بأكمله! 


وهذا بالتحديد ما تفعله إسرائيل في المنطقة، تريد أن تشعلها جزءا جزء، لأنها لا تريد الحرب على جبهات متعددة.. والسؤال ماذا يحدث لو أفشلت إيران المخطط كما تزعم إسرائيل؟ حيث تقول أن حزب الله والحوثيين وحماس وسوريا ولبنان والعراق يخوضون حرب بالوكالة عن إيران، وتتناسى إسرائيل أنها تقوم بحروب وتتواجد بالغصب في المنطقة بالوكالة أيضا عن قوى الاستعمار الغربى القديم والجديد!


أعتقد لو استجابت إيران ووكلاءها  للمخطط الصهيونى لحدث اختلال للمعادلة وفشل السيناريو..
قد يقول قائل إن إشعال الحرب على جبهات متعددة سيكون المنتصر فيها إسرائيل، لأنها في هذه الحالة لن تحارب بمفردها ولكن ستأتى على الفور كل أساطيل الغرب وحاملات طائراته لتدك المنطقة بأكملها..  


نعم قد يكون ذلك صحيحا، لكنها قد تكون النهاية للجميع بما فيها إسرائيل.. لأننا سنكون في حرب عالمية أو إقليمية وهو ما لن تسمح به قوى أخرى إذا طالها الضرر!


لكن السيناريو الاسرائيلي الموضوع باحترافية هو القضاء على كل جزء بمفرده، أو إنهاكه بعد القضاء على ما سبقه، فإذا إنتهت المهمة في غزة تنطلق إلى الضفة الغربية ثم لبنان، ويمكن إلى سوريا وهكذا، إلى أن ينتهى الأمر بإيران في هذه المرحلة.

 
ولن يقف الأمر طبعا عند ذلك، لكن سيتم الانتقال مستقبلا إلى كل دول الجوار ثم الخليج حتى يتحقق الحلم الصهيونى من المحيط إلى الخليج.. ويساعد هذا التوجه ويدعمه عدم إيمان البعض أن الدور قادم عليهم لا محالة وساعتها سينطبق المثل الشهير "إنما أُكِلْتُ يوم أُكِل الثور الأبيض".


ومن جهة أخرى من يراهن على ان الحروب المتتالية استنزاف للاقتصاد الاسرائيل، يكون الرد عليه بسيطا: ومنذ متى كان اقتصادهم منعزل عن خزائن واشنطن ولندن وباريس والغرب كله، والمكتظة طبعا بأموال النفط العربى!


لكن ميزة الحرب المتعددة الجبهات أن البعيد عن الحرب سيدرك أن دوره قادم لا محالة إذا كان في المنطقة، وأن الوجه القبيح للإستعمار الجديد، أو القديم قد إنكشفت عورته للبعيد عن ساحة الحرب.. 

 

نعم التفوق والانتصار قد يكون حليفا للكيان الصهيونى إذا كانت الحرب نظامية وعلى جبهات متعددة، أى بجيوش واجتياحات برية بعد القصف بالطيران والصواريخ طبعا لآن الذى يحارب ليست اسرائيل وحدها لكن الترسانة العسكرية الغربية كلها.


لكن أعتقد إذا تحولت الحرب إلى حرب مدن وشوارع فلن يكتب للكيان الصهيونى فيها الإنتصار أو الاستقرار مثلما يحدث في غزة الآن بعد مرور ما يقرب من العام!


وأعتقد أن الحل المضمون نجاحه يكمن في المقاومة، وتحول الحرب إلى حرب شوارع، من بيت إلى بيت، من حارة إلى حارة، بالطعن بالسكاكين، بالدهس بالسيارات، بالضرب بالرصاص، بكافة الأشكال..  

لم تنتصر أمريكا في فيتنام بسبب حرب الشوارع، وكذلك الإتحاد السوفيتى في أفغانستان، وهنا ستكون الحرب من الداخل ولن تنفع مع أصحاب الأرض والحق أية صواريخ أو طائرات، لأن الكيان الصهيونى الذى فرد أجنحته على كل جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، سيكون هدفا سهلا..

  
وإذا كانت الطائرات المسيرة ذات الثمن البخس تحولت إلى وسيلة ناجحة للفقراء أمام طائرات أف 16 وحتى أف 35، وما بعدها، وأصبحت المتفجرات فيها تناوش الصواريخ الباليستية على الأقل في إثارة الرعب.

 
أخيرا أعتقد أن الكيان الصهيونى لن يزول بالحروب النظامية لكن سيزول إذا تمكنا من النخر في عظامه كالسرطان أو السوس، وهو ما يفعله معنا منذ سنوات، وبصور مختلفة حتى مع الذين يقيمون معه اتفاقيات للتطبيع!


كما أعتقد أن المكسب الحقيقى لنا حتى الآن أن جيوش المهاجرين للكيان الصهيونى قد توقفت بل وبدأت منذ فترة الهجرة العكسية، أى يعود المستوطنون من حيث آتو بعد أن رأوا بأعينهم الوهم الصهيونى الزائف بأرض الميعاد، وأن لهذه الأرض المسروقة أصحاب يدافعون عنها حتى الموت!
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق