إيمان مرجان تكتب: 5 دقايق موبايل زيادة لـ«نور» - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيمان مرجان تكتب: 5 دقايق موبايل زيادة لـ«نور» - بوابة فكرة وي, اليوم الجمعة 6 سبتمبر 2024 01:21 مساءً

في لحظة ولادتها شعرت بأن عالمي قد تغير للأبد، لم أنجب طفلة فحسب، بل صديقة وشريكة وقطعة من الروح، أذكر تمامًا تلك اللحظة التي سمعت فيها صوت بكائها لأول مرة، كان رقيق مليء بالحياة والأمل، أذكر أيضا أول جملة نطقت بها وسط «آلام المخاض» التي استمرت 48 ساعة كاملة: «يا حبيبتي يا بنتي»، كانت تلك الكلمة الأولى التي نطقت بها فور سماع صوتها، واستقبالي لها.

مع مرور الأيام بدأت أدرك أن الأمومة ليست مجرد لحظة سعادة عابرة، بل رحلة مليئة بالتحديات والصعاب والتعليم، فبينما كنتُ أغرق في حب أميرتي «نور»، كنتُ أواجه صعوبة في التوفيق بين دوري كأم ومسؤولياتي كصحفية، كان الهاتف المحمول الذي لا يفارق يدي شاهدا على التضارب، وعلى إحساس اللوم الذي يلازمني طوال الوقت تجاهها، ففي الوقت الذي كنتُ أحتاج فيه إلى كل ثانية لألعب مع ابنتي وأقرأ لها قصصا، كنتُ أضطر للجلوس أمام شاشة الهاتف لأنجز مهمة عاجلة، وسرعان ما بدأت ابنتي تقلدني، تمسك بهاتفها الصغير وتتصرف كما لو كانت تكتب تقريراً صحفيا، مما زاد حيرتي وتأنيبي لنفسي.

شعرت بالذنب الشديد تجاه «نور»، كنتُ أرى نظراتها تتجه دائمًا نحو هاتفي، وكيف تحاول تقليدي في كل شيء أفعله. حاولتُ مرارًا أن أضع الهاتف جانبا وألعب معها، لكن سرعان ما كنتُ أعود مجبرةً لإنجاز مهمة عاجلة.

كنتُ أبحث عن حل وطريقة أتمكن من خلالها أن أكون «سوبر ماما» و«صحفية شاطرة»، ووجدت ملاذي في تطبيق Google Family Link، بمساعدة «صديقي مصطفى» أو «الجينيس» كما نسميه، والذي ساعدني لتثبيت التطبيق وتفعيل خياراته التي تحمي «نور» من طوفان الإنترنت، وأولها تحديد أوقات محددة للاستخدام الشخصي للهاتف ـ «ساعة فقط يوميا» تزيد في أيام الإجازة ـ، وحظر البرامج الضارة، وغيرها من مميزات التطبيق.

«الألوان والفوم جليتر والأوراق الملونة».. حيلة أخرى ألجأ إليها كلما طلبت ابنتي «5 دقايق زيادة» فوق الساعة التي حددناها يوميا للمشاهدة، أضعها على طاولتنا الصغيرة وأنا أتذكر أبي وهو يُجلسنا أنا وإخوتي حوله، نمسك بأقلام التلوين وأوراق الرسم البيضاء. أبذل كل ما في وسعي لنقل الشغف الذي كنت أشعر به إلى ابنتي، معوّلة في ذلك «جينات الرسم» التي جرت في دماء جدها وأمها، وأتخيلها وهي تتذكر هذه اللحظات وتقول: «أمي علمتني ودعمتني» كما أتذكر أنا أبي دوما.

بالأمس كنا نقرأ قصة «الأسد والفأر» التي تحبها صغيرتي، واليوم نصنع منزلا من الكرتون لـ«نور»، لم ننه سوى الجوانب وبعض الثقوب التي لا أدري ماذا ستضع بها. لا أدرى متى ننتهي من المنزل، أو هل ننتهي منه أصلا أم لا.. دعواتكم بالتوفيق في بناء المنزل الكرتون.. وبـ«أيام حلوة لنور».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق