هذه أول مرة يستخدم فيها العلماء تلك التقنية لتصوير أنسجة الفئران الحية تحت المجهر. استخدموا صبغة آمنة للطعام. وبعض مبادئ الفيزياء الأساسية لجعل الفئران شفافة.

والأنسجة البيولوجية مليئة بالبروتينات والدهون والسوائل. وتختلف كل مادة في قدرتها علي ثني أو تغيير مسار الضوء الذي يضربها. هذه الخاصية تسمي مؤشر انكسار الضوء. مما يجعله يرتد في اتجاهات عديدة. ويفسر الدماغ الضوء المبعثر علي أنه قادم من جسم معتم. لهذا لا يمكنالرؤية من خلال جسم شخص ما.

الآن. اكتشف العلماء خدعة بسيطة لتغيير شفافية الجلد: أخذوا صبغة طعام مركزة لها قدرة هائلةعلي امتصاص الضوء. وأذابوها في الماء ثم وضعوا المحلول علي الجلد. مما أدي موازنة مؤشرات انكسار الضوء عن مواد البشرة. فأصبحت شفافة مؤقتًا.

وصف الباحثون هذا النهج في دراسة جديدة نشرتها مجلة ساينس. واختبر الباحثون هذه التقنية علي القوارض باستخدام مادة لتلوين الأغذية تسمي تارترازين. وهي صبغة برتقالية تضاف للأطعمة.

وذكر موقع livescienceأن التجارب الأوليةأظهرت أن التارترازين تجعل شرائح صدور الدجاج شفافة. وقام الفريق بفرك محلول التارترازين علي فروة رأس الفئران ثم راقبوها تحت المجهر.

قال المؤلف الرئيسي للدراسة. زيهاو أو. أستاذ مساعد الفيزياء بجامعة تكساس: بمجرد أن استقر المحلول. تمكنا من رؤية الدم يتدفق في الأوردة والشرايين علي سطح جماجم الفئران. وبوضعالمحلول علي بطون الفئران استطعنا. بعد دقائق. رؤية الكبد والأمعاء الدقيقة والمثانة بوضوح. كما رأيناانقباضات عضلات الأمعاءونبض القلب.

ويمكن عكس الشفافية بشطف جلد الفئران بالماء. والتخلص من محلول الصبغة. وتم إفراز التارترازين الذي امتصه الجسم في بول القوارض خلال 48 ساعة.

وكتب الباحثون أن العلاج تسبب في "حدوث التهاب بسيط" لمدة قصيرة. ولكن لم تكن له آثار طويلة الأمد علي صحة الفئران.

لم يتم اختبار التقنية الجديدة علي البشر. جلدنا أكثر سمكًا بأربع مرات من جلد الفئران. ومن الصعب امتصاص التارترازين في أعمق طبقاته. وإذا أظهرت الدراسات أن الصبغة آمنة وتعمل في البشر. فستصبح أداة طبية مفيدة.

قال جوسونج هونج. المؤلف المشارك في الدراسة. وأستاذ مساعد علوم المواد بجامعة ستانفورد: "في المستقبل. قد تجعل هذه التقنية الأوردة أكثر وضوحًا لسحب الدم. أو تساعد في الكشف المبكر عن السرطان وعلاجه".

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل