تخرج شادي من كلية فيكتوريا بالإسكندرية عام 1948، ودرس فنون المسرح في لندن بين عامي 1949 و1950 ثم حصل على درجة الهندسة من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1955 ،و على الرغم من تفوقه في العمارة، لم يكن لديه الرغبة في ممارسة الهندسة المعمارية، ففضل الانتقال إلى عالم السينما بعد انتهاء خدمته العسكرية.

دخل شادي عالم السينما من بوابة المخرج صلاح أبوسيف من خلال فيلم "الفتوة"، حيث بدأ كمتخصص في تدوين الوقت لكل لقطة. ورغم بدايته المتواضعة، كان يؤمن بأن كل رحلة تبدأ بخطوة، مهما كانت صغيرة. ثم عمل كمساعد للمهندس الفني رمسيس واصف، ولاحقًا كمدير فني في أفلام مثل "الوسادة الخالية" و"الطريق المسدود".

خلال عمله مع المخرج حلمي حليم في فيلم "حكاية حب"، تولى شادي تصميم الديكور بعد تغيب مهندس الديكور، وحقق نجاحًا لافتًا سرعان ما أصبح مطلوبًا كمصمم ديكور، حيث قدم تصاميم مميزة في أفلام عديدة، وخاصة الافلام التاريخية مثل "واإسلاماه".

كما عمل خارج مصر، وشارك في تصميم الديكور والملابس في الفيلم الأمريكي "كليوباترا" وفيلم "فرعون" البولندية

في عام 1966، كانت نقطة تحول في مسيرته عندما عمل مع المخرج الإيطالي الكبير روسيلليني في فيلم "الحضارة"، مما أثر على رؤيته السينمائية وأعطاه دفعة للانتقال إلى مهنة الإخراج. أخرج شادي فيلمه الطويل "المومياء" عام 1969، الذي أصبح أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، وحصد عدة جوائز.

قام شادي بأخراج فيلم "المومياء"، و فيلم "شكاوي الفلاح الفصيح"، الذي استلهم فكرته من بردية فرعونية تتناول العدالة وفي عام 1970، تولى إدارة مركز الأفلام التجريبية بوزارة الثقافة، خلال الفترة من 1974 إلى 1980، أخرج أربعة أفلام تسجيلية قصيرة، منها "آفاق" و"جيوش الشمس"، والتي تناولت قضايا ثقافية وسياسية مهمة.

توفى شادي عبدالسلام في 8 أكتوبر 1986، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا من خلال أعماله، قدم شادي رؤية جديدة للفن والسينما في مصر، وأصبح رمزًا للابتكار والإبداع في عالم السينما. ستظل ذكراه حاضرة في قلوب محبي الفن والمبدعين.

وقد قامت مكتبة الاسكندرية باقامة متحف خاص بالمخرج شادي عبد السلام تعرض فيه بعض من الازياء التى صممها والديكورات والسيناريوهات والادوات التى كان يستخدمها.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل