في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت الشركة الجزائرية للحوم الحمراء "ألفيار" منتصف الأسبوع الجاري عن انطلاق عملية توزيع اللحوم المستوردة اليوم الأحد. 

لكن رغم تأكيد الحكومة أن هذه الخطوة تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد في السوق المحلية، إلا أن ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا عبر فيسبوك، أظهرت حالة من الإحباط والسخط العارم بين المواطنين.

السخرية تنتشر كالنار في الهشيم

 حيث عبر الجزائريون عن استيائهم من هذا الإعلان، متهمين النظام العسكري الحاكم بتسويق الأوهام حول "النهضة الفلاحية" وتحقيق الاكتفاء الذاتي. هذه السخرية المتزايدة تفضح مدى الإحباط الشعبي من الوعود الحكومية التي طالما لم تجد طريقها إلى أرض الواقع.

وكان وزير الفلاحة، عبد الحفيظ هني قد وعد خلال رمضان الماضي بتوفير اللحوم الحمراء للعجول بسعر 1200 دينار للكيلوغرام، لكن الواقع جاء صادمًا بعدما وصلت الأسعار إلى أكثر من 2000 دينار، مما فجر موجة جديدة من الغضب الشعبي.

الأزمة قديمة والجراح عميقة

 فالجزائر تعاني منذ سنوات من مشاكل متراكمة في قطاع تربية المواشي. ورغم الوعود المتكررة، لم تنجح السياسات الحكومية في تحقيق الاكتفاء الذاتي، مما اضطر البلاد إلى الاستمرار في استيراد اللحوم. ويزيد الطين بلة ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة والأزمة الاقتصادية العالمية، ما يضع المواطن البسيط في مواجهة أسعار لا يمكن تحملها.