ردود فعل واسعة عقب إعلان اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، فى غارة إسرائيلية على مقر القيادة المركزية للحزب فى الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، إذ أعلنت إسرائيل رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، تحسباً لصراع أوسع نطاقاً، فيما أدانت بعض الدول عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، وحذرت من التصعيد، وانزلاق الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية مفتوحة.

«حماس» تنعى «نصرالله»

نعت حركة «حماس»، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ووصفت عملية اغتياله بأنها جريمة ومجزرة إسرائيلية، مؤكدةً أنها تجدد تضامنها المطلق ووقوفها صفاً واحداً مع حزب الله والمقاومة الإسلامية فى لبنان، وجاء فى بيان أصدرته الحركة الفلسطينية أمس: «تنعى حركة المقاومة الإسلامية إلى شعبنا الفلسطينى وأمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، استشهاد سماحة حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذى ارتقى شهيداً مع ثلة من إخوانه القادة، فى معركة طوفان الأقصى، وعلى طريق القدس، وإسناد شعبنا الفلسطينى ومقاومته الباسلة فى مواجهة العدو».

طهران تدعو لاجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامى

كما نعت وزارة الخارجية الإيرانية اغتيال «نصرالله»، وأكدت فى بيان لها أن «المسار المجيد لقائد المقاومة سيستمر وسيتحقق هدفه بتحرير القدس»، ودعا نائب وزير الخارجية الإيرانى للشئون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادى، إلى اجتماع عاجل لقادة الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى، لبحث الجرائم الإسرائيلية فى لبنان وفلسطين.

وأوردت وكالة «رويترز» للأنباء، وفقاً لمصادر فى طهران، أنه تم نقل المرشد الأعلى الإيرانى، آية الله خامنئى، إلى مكان آمن داخل إيران، مع تشديد الإجراءات الأمنية، وذلك خوفاً من أن يكون الهدف القادم فى سلسلة الاستهدافات الإسرائيلية، وأضافت المصادر أن إيران على اتصال دائم مع حزب الله، ومع جماعات إقليمية أخرى، لتحديد الخطوة التالية، بعد مقتل حسن نصر الله فى الضاحية الجنوبية لبيروت، مما يشير إلى تصعيد متزايد فى التوترات الإقليمية، وسط استعدادات من الجانب الإيرانى وحزب الله لاتخاذ إجراءات دفاعية، وربما هجومية، فى المستقبل القريب، وفق ما جاء فى التقرير.

وفى خطاب بثه التليفزيون الرسمى، قال المرشد الإيرانى إن كل قوى المقاومة فى المنطقة تقف إلى جانب حزب الله وتدعمه، وأضاف: «ليعلم الإسرائيليون أنهم أقل شأناً من أن يسببوا ضرراً كبيراً للبنية القوية لحزب الله فى لبنان»، وتابع «خامنئى» قائلاً: «لبنان سيجعل إسرائيل تندم على أفعالها، وعلى الجميع مواجهتها»، حسبما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية»، فيما قال نائب الرئيس الإيرانى، جواد ظريف، إنه لا شك أن «المخطط الفوضوى» لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، سيفشل فى المنطقة والعالم، وأضاف أن «المقاومة ستستمر ضد وحشية إسرائيل بقوة أكبر، وذلك من الآن فصاعداً»، على حد تعبيره.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، فى بيان لها، أن باريس على اتصال مع الشركاء الإقليميين واللبنانيين لتجنب التصعيد، وقال الرئيس العراقى، عبداللطيف رشيد، إن ما يتعرض له لبنان تطور خطير يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار فى المنطقة، ووصف عملية اغتيال نصرالله بأنها «جريمة تؤكد تعدى إسرائيل كل الخطوط الحمراء».

وأفاد مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» فى بيروت، أحمد سنجاب، بأن الشارع اللبنانى يعيش صدمة كبيرة، جراء إعلان نبأ اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وقال إن هناك حالة ما بين الصدمة والترقب لما سيتم خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة، وأضاف أن الجميع يتساءل عن خليفة حسن نصر الله فى قيادة حزب الله، وما إذا كان جيش الاحتلال الإسرائيلى سيكتفى بما نفذه فى الجنوب اللبنانى، وفى ضاحية بيروت الجنوبية، أم أنه سيستمر فى مواصلة عملياته العسكرية بالمناطق اللبنانية.