كي لا تنسى .. أسهم الميم وفخاخها القاتلة - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

كان مجرد شخص عادي، يقضي معظم وقته أمام شاشة الكمبيوتر، يتابع ما ينشر على منصات التواصل الاجتماعي مثل ريديت، حينما انطلقت حكاية غريبة عن إحدى شركات ألعاب الفيديو الأمريكية كانت سببًا في ثرائه خلال أشهر قليلة فما القصة؟

 

"أرزيل رودريجيز" مهندس برمجيات بلغ من العمر 23 عامًا حينما استثمر نحو 28 ألف دولار أمريكي في سهم شركة "جيم ستوب" الأمريكية لألعاب الفيديو في عام 2020 في وقت كان السهم يشهد تدهورًا كبيرًا في سعره وسط توقعات بانهيار الشركة.

 


وبالفعل وضعت صناديق التحوط رهانات ضخمة على انهيار هذا السهم من خلال آلية  "البيع على المكشوف".

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

ومع إغلاق دور السينما والعديد من الأماكن الترفيهية خلال فترة الوباء في أنحاء ممتدة من العالم بسبب جائحة كوفيد-19، اتجه كثير من الناس على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وقررت فجاءة مجموعة من المستثمرين الأفراد، تحت قيادة بعض المستثمرين الرقميين في مجتمع ريديت، أن يقفوا في وجه هذه الصناديق المالية، داعين المتداولين على هذه الشبكة لشراء أسهم الشركة.

 

وبالفعل ارتفع سهم جيم ستوب بشكل كبير في غضون أيام في بداية 2021، بفضل حملة منظمة على ريديت، مما أدى إلى خسائر بمليارات الدولارات لصناديق التحوط، ومكاسب كبيرة لـ"رودريجيز" كانت كافية لتحويله إلى مليونير.

 

 "رودريجيز" كان واحدًا من عشرات تمكنوا من تحقيق ثروات من تلك الأسهم التي شكلت نواة لواحدة من أبرز ظواهر الأسواق المالية الحديثة، وهي أسهم الميم.

 

ما أسهم الميم؟

 

أسهم الميم هي أسهم لشركات تتعرض لارتفاعات سريعة وغير مبررة في قيمتها السوقية بسبب اهتمام المستثمرين على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عبر ريديت، ويرتبط ارتفاع هذه الأسهم غالبًا بمشاعر المستثمرين ونشاطهم الجماعي، بدلًا من التحليل المالي أو الأداء التجاري للشركة.

 

ولم تكن شركة جيم ستوب وحدها هي التي استفادت من تشجيع هؤلاء الأفراد على شرائها عبر منصات التواصل، ولكن هناك شركات أخرى مثل شركة إيه أم سي انترتينمنت.

 

 

ومن بين أشهر أسهم شركات الميم أيضًا التي شهدت ارتفاعات ملحوظة جراء الإهتمام به على وسائل التواصل سهم شركة بلاك بيري، فرغم انتهاء عصر هواتف بلاك بري الذكية، إلا أن سهمها شهد ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة اهتمام المستثمرين.

 

وتنبع قيمة أسهم الميم نتيجة للضجة التي أثارتها على وسائل التواصل الاجتماعي وليس بالضرورة أداء الشركة، ورغم وجود إمكانية لتحقيق مكاسب ضخمة، فإن مستثمري الميم أكثر عرضة لخسائر محتملة مع التذبذب العالي في ارتفاع سعر الأسهم وانخفاضها.

 

وعادت "أسهم الميم" للواجهة مرة أخرى خلال شهري مايو ويونيو الماضيين بعد 3 سنوات تقريبًا من بلوغ ذروتها، مع تحقيق بعض الأسهم التي قادت طفرة عام 2021 مكاسب قوية للغاية خلال هذين الشهرين.

 

ولكن بالتأكيد كان الوضع مختلفًا عن الماضي، إذ أصبحت شركات الميم تمتلك عددًا أكبر من الأسهم المتداولة في السوق مقارنة بعام 2021، وهو ما قد يقلل من فرص ما يسمى "الضغط القصير" أي يصعب تحقيق قفزات بالقوة نفسها التي حققتها قبل 3 سنوات.

 

لماذا يتجه المستثمرون لأسهم الميم؟

 

قد يكون هناك عدة أسباب وراء اندفاع المتداولين نحو أسهم الميم، على رأسها هو أن العديد منهم يأملون في جني مبلغ كبير من المال في فترة زمنية قصيرة.

 

السبب الآخر الذي يبرر الإقبال عليها ببساطة هو أنه من الممتع الانضمام إلى حشد ما، على غرار الانضمام إلى الجماهير التي تشجع فريقًا رياضيًا حينما يصل إلى النهائيات حيث يستمتع العديد من الناس بالمشاركة في الإثارة.

 

كما يجب على المتداولين إدراك أنهم قد يخسرون كل أموالهم وحينها لن تكون الإثارة كافية لمواصلة التداول في تلك الأسهم.

 

نصائح الخبراء للتداول بأسهم الميم

 

وكما أنه يمكن تحقيق ثروات طائلة عبر التداول في أسهم شركات الميم فإنه من المحتمل أيضًا أن يسجل المستثمرون خسائر كبيرة في تلك الأسهم لذا يقدم الخبراء عددًا من النصائح من أجل أخذ الحيطة خاصة أنها تتميز بتقلباتها السريعة.

 

ورغم أن ارتفاع سهم جيم ستوب استغرق أربعة أسابيع فقط في عام 2021 حتى يصعد من أقل من 5 دولارات إلى أكثر من 120 دولارًا، لكنه لم يلمس هذا السعر مرة أخرى، وعند إغلاق تعاملات أمس الثلاثاء تم تداول السهم عند مستوى 22.6 دولار.

 

أما سعر سهم إيه أم سي والذي سجل 390 دولارًا خلال صيف عام 2021، أصبح الآن عند نحو 5 دولارات.

 

 

وأول نصيحة يقدمها الخبراء عند الاستثمار بتلك الأسهم هي عدم التداول بمبالغ كبيرة إلا إذا كان المستثمر مستعدًا لخسارة تلك الأموال حيث يمكن للسهم أن يرتفع بشكل كبير في يوم، ثم ينخفض بشكل حاد في اليوم التالي.

 

النصيحة الثانية من قبل الخبراء هي التأكد من وجود استراتيجيات خروج في الوقت المناسب، إذ يجب على المتداولين أن يكونوا مستعدين لتحديد متى يبيعون مع وضع حدود مسبقة يتجه المستثمر عندها للبيع وذلك بناءً على أرباح أو خسائر محددة.

 

كما يوضح الخبراء أنه برغم أن أسهم الميم تعتمد بشكل كبير على النشاط الاجتماعي، فإنه يجب عدم إهمال البحث الأساسي حول الشركة وفهم العوامل التي قد تؤثر على سعر السهم على المدى الطويل.

 

وطالبوا أيضًا بضرورة الابتعاد عن الحماس المفرط نظرًا لأنه من السهل الانجراف وراء الحماس الذي يولده مستثمرو وسائل التواصل الاجتماعي، داعين المتداولين لاتخاذ قرارات استثمارية مبنية على البيانات وليس العاطفة فقط.

 

آخر نصيحة يقدمها الخبراء هي التداول بحذر في الأوقات القصيرة، منوهين إلى ضرورة الابتعاد عن التداول اليومي في أسهم الميم دون خبرة كافية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى خسائر كبيرة وسريعة.

 

أين تضع أموالك بدلًا من أسهم الميم؟

 

على الرغم من أن فكرة جمع ثروة مجنونة بين عشية وضحاها جذابة بشكل واضح، إلا أن واقع الأمر يقول أن احتمالات الخسارة أيضًا تلوح في الآفاق بشكل كبير ضد أي شخص يحاول الاستثمار بشكل متزايد في تلك الأسهم.


 ويمكن القول إن مستثمري الميم الذين ابتعدوا بالكثير من المال كانوا محظوظين للغاية، لأن هذا النوع من التداول في النهاية لا يختلف كثيرًا عن المقامرة.

 

لذا فمن الأفضل أن تتبنى نهجًا أكثر اعتدالًا يقوم على توزيع المخاطر بحيث لا يكون هناك داعياً للقلق من خسارة كل أموالك في صفقة سيئة واحدة.

 

وتعد صناديق الاستثمار خيارًا جيدًا للمستثمرين غير النشطين الذين يرغبون في الاحتفاظ بالأموال على المدى الطويل لأنه يضمن تنوع الأسهم وتوزيع المخاطر بطريقة تحافظ على استثماراتك بشكل عام.

 

المصادر: أرقام- فوربس- سي إن بي سي- فاينيشيال تايمز- أسوشيتدبرس

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق