في يوليو 1973، وُلِد توني بوبوفيتش في سيدني الأسترالية، لعائلة من أصول كرواتية مهاجرة استقرت هناك.
ومثل معظم الكروات، كان بوبوفيتش الكبير يقود سيارته حتى يجد مباراة محلية في مدينة سيدني أو ضواحيها، حيث يجلس هو وابنه توني على التل، ويشاهدان أحداثها.
لقد جعل ابنه توني يعشق كرة القدم مثله، ويتعلق بها. وكان توني بوبوفيتش طويل القامة ونحيفًا، إذ يبلغ طوله نحو 193 سم، ويزن نحو 83 كجم، لذلك وضعه المدربون في مركز قلب الدفاع الصريح، بسبب طوله الفارع حينها.
وأحب توني شريكته أماندا منذ أن كان لاعبًا شابًا قبل عام 2000، أي قبل الاحتراف في أوروبا، ليتزوج الثنائي سريعًا، ويعيش مع زوجته وأبنائه كريستيان وجابرييل ونيك في إنجلترا بعد اعتزال كرة القدم مباشرة، قبل العودة لاحقًا إلى أستراليا من أجل خوض تجربة التدريب.
وكما أحب والده كرة القدم، فإن توني نقل حب هذه اللعبة إلى أولاده، إذ يلعب الثنائي كريستيان وجابرييل أيضًا كرة القدم، كما أنهما لاعبان في صفوف منتخبات الشباب والناشئين في أستراليا خلال الفترة الأخيرة.
وبعيدًا عن حياته الأسرية والشخصية، فإن توني بدأ مسيرته لاعبًا في صفوف فريق سيدني الأسترالي عام 1989، وارتقى المدافع في صفوف الشباب، قبل أن يشارك في 162 مباراة خلال سبعة أعوام مع الفريق الأول، وبعدها انتقل للعب في الدوري الياباني الأول، ووقع بوبوفيتش مع نادي سانفريتشي هيروشيما، حيث بقي لمدة خمسة أعوام، وسجل 13 هدفًا في 94 مباراة.
وتألق توني بوبوفيتش مع فريق هيروشيما الياباني، لينتقل بعدها إلى إنجلترا، ويحترف في صفوف فريق كريستال بالاس، وشارك الأسترالي في 123 مباراة مع الفريق الإنجليزي، إذ سجل ستة أهداف، وكان أحد العناصر الأساسية في مركز قلب الدفاع، خلال الفترة من 2001 وحتى 2006.
وكانت لتوني تجربة احترافية في الملاعب العربية مع فريق العربي القطري، موسم 2006ـ2007، قبل أن يعود ويعتزل كرة القدم لاعبًا في صفوف فريق سيدني خلال موسم 2007ـ2008.
وبعد اعتزاله كرة القدم رسميًا، اختار بوبوفيتش العمل في مجال التدريب، إذ تولى منصب المدرب المساعد في الجهاز الفني لفريق سيدني الأسترالي، منذ عام 2008 وحتى 2011، قبل أن يعود إلى إنجلترا ويعمل في الطاقم الفني لنادي كريستال بالاس الإنجليزي، تحت إشراف المدرب الفني دويجي فريدمان، موسم 2011ـ2012.
وحصل توني على فرصة الرجل الأول في التدريب للمرة الأولى مع فريق وسترن سيدني واندررز، الذي تولى قيادته خلال الفترة من 2012 وحتى 2017.
وتوج بوبوفيتش مع سيدني بلقب الدوري الأسترالي، موسم 2012ـ2013، كما حصل على لقب دوري أبطال آسيا عام 2014.
وقاد بوبوفيتش فريق سيدني للتتويج بلقب دوري أبطال آسيا على حساب فريق الهلال، بعد الفوز عليه ذهابًا بهدف، قبل أن يتعادل الفريقان بنتيجة 0ـ0 في الرياض، ليتوج النادي الأسترالي باللقب القاري.
وواصل المدرب نجاحاته مع الأندية الأسترالية، حين تولى قيادة نادي برث جلوري بين عامي 2018 وحتى 2020، ليحصل معه على لقب الدوري الأسترالي موسم 2018ـ2019.
وعاد توني إلى أوروبا مع فريق زانثي اليوناني، إلا أنه لم يستمر طويلًا، حيث رحل بعد نحو خمسة أشهر فقط، بسبب خلافاته مع إدارة النادي، ليتولى تدريب فريق ملبورن الأسترالي منذ عام 2021 وحتى 2024، إذ قاد الفريق للفوز بلقب كأس أستراليا عام 2021.
وعلى مستوى الإنجازات الفردية، توج توني بوبوفيتش بجائزة أفضل مدرب في الدوري الأسترالي ثلاث مرات، أعوام 2013، 2019، و2022، كما حصل على جائزة أفضل مدرب آسيوي عام 2014.
هذا وأعلن الاتحاد الأسترالي تعيين توني بوبوفيتش مدربًا للكنغر، ليخلف جراهام أرنولد في المهمة، بعد البداية الضعيفة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، إذ يوجد المنتخب في المركز الخامس بالمجموعة الثالثة من الدور الحاسم برصيد نقطة واحدة، بعد الخسارة أمام البحرين بهدف، والتعادل أمام إندونيسيا 0ـ0.