الجبهة الجنوبية: معادلة الحرب الواسعة لا تزال بعيدة - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجبهة الجنوبية: معادلة الحرب الواسعة لا تزال بعيدة - بوابة فكرة وي, اليوم السبت 21 سبتمبر 2024 04:13 صباحاً

على الرغم من التوتر الكبير الذي تسبب به الهجوم الأمني الإسرائيلي، على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، بالإضافة إلى الغارة التي نفذها أمس في الضاحية الجنوبية، إلا أنّ المؤشرات، التي تلت ذلك، أكّدت أن معادلة الحرب الواسعة على الجبهة الجنوبية لا تزال بعيدة، بالرغم من التهديدات الإسرائيلية، المستمرة منذ أسابيع، بالذهاب إلى هذا السيناريو، تحت عنوان إعادة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم.

في هذا السياق، من الممكن طرح أكثر من فرضية، حول الأهداف الإسرائيلية من هذا الهجوم، خصوصاً بالنسبة إلى توقيته والسياق الذي جاء فيه، لكن من حيث المبدأ سقطت تلك التي تقوم على أساس أنه مقدّمة لشن عدوان كبير على لبنان، على إعتبار أنّ تل أبيب لم تذهب إلى الإستفادة من عنصر المفاجأة.

في هذا الإطار، تشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أنّ هذه المسألة، من الجانب الإسرائيلي، يجب أن تبحث من منطلق القدرات والأهداف، حيث تلفت إلى أنّ تل أبيب لا تزال تفتقد إلى مجموعة من العناصر، التي من الضروري أن توفرها قبل الذهاب إلى خطوة الحرب الواسعة، أبرزها الغطاء الخارجي، تحديداً الأميركي، وجهوزيّة جيشها، بالإضافة إلى ضمان تحقيق الإنتصار.

بالإضافة إلى ذلك، توضح هذه المصادر أنه من حيث الأهداف لا تزال إسرائيل تتحدث عن الرغبة في إعادة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم، الأمر الذي ترى، على ما يبدو، أنه لا يمكن أن يتحقق من خلال عمليّة عسكرية واسعة، على عكس كل ما تدّعيه في التصاريح العلنيّة، بل على العكس من ذلك هي تخشى أن يكون لهذه الخطوة تداعيات عكسية تزيد من عمق الأزمة، التي تمر بها منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.

من هذا المنطلق، تقرأ المصادر نفسها ما حصل، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، حيث تلفت إلى أن تل أبيب ربما أرادت إرسال رسالة قاسية إلى "حزب الله"، تكون بديلاً عن العمل العسكري الواسع، إلى جانب أخرى إلى الداخل تؤكد فيها تفوقها، في ظل الإنتقادات التي تتعرض لها المؤسستين السياسية والعسكرية، من دون تجاهل إحتمال أن تكون تمنت أن يبادر الحزب إلى الخطوة الأولى في الحرب الشاملة، كي تحصل على الغطاء الأميركي اللازم، لكن الأساس يبقى، خصوصاً بعد غارة الضاحية الجنوبية، أنها تريد أن تؤكد أن ثمن إستمرار جبهة الإسناد سيكون أكبر من الماضي.

بناء على ما تقدم، من الممكن الذهاب إلى فهم موقف "حزب الله"، الذي عبر عنه أمينه العام السيد حسن نصرالله، في خطابه أول من أمس، حيث تلفت المصادر المتابعة إلى نقطة مهمة، تتعلق بالتطورات المستقبلية على هذه الجبهة، تتمثل بأن الحزب أكد الإستمرار في المواجهات اليومية القائمة على هذه الجبهة، من دون أن يذهب إلى الإعلان عن الذهاب إلى خيار المواجهة الواسعة، رداً على المجزرتين، لا بل هو حافظ على معادلة أنه حركة مقاومة دفاعية، من خلال التحذيرات التي أطلقها بالنسبة إلى التهديدات الإسرائيلية، لا سيما تلك المتعلقة بالسعي إلى إقامة حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية.

بالنسبة إلى الرد على ما حصل، ترى المصادر نفسها المؤشرات، التي يمكن الوصول إليها من خلال خطاب السيد نصرالله، تصب في إطار السعي إلى رد أمني على المجزرتين، إلى جانب رد عسكري على غارة الضاحية، لكنها تشير إلى أن معادلة الحرب الشاملة، بغض النظر عن رغبة الجانبين الحقيقية في ذلك، لا تزال بعيدة، من دون أن يعني ذلك أن المواجهات اليومية لن تشهد المزيد من التصعيد، لا بل هي تؤكد أنها من المرجح أن تتصاعد في الفترة المقبلة، كجزء من معادلات الردع التي سيسعى كل من الجانبين إليها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق