عاجل

مع الشروق .. عودة الروح إلى مؤسساتنا التربوية - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. عودة الروح إلى مؤسساتنا التربوية - بوابة فكرة وي, اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024 01:32 صباحاً

مع الشروق .. عودة الروح إلى مؤسساتنا التربوية

نشر في الشروق يوم 14 - 09 - 2024

2325978
تنطلق يوم غد الإثنين سنة دراسية جديدة، في تقليد سنوي دأبت عليه العائلات التونسية منذ عقود، وهو رهانها الرئيسي من أجل تحقيق النجاح والرقي الاجتماعي لأبنائنا التلاميذ. و تظل المدرسة التونسية رغم كل المصاعب التي تحفّ بالعملية التربوية هي الحرم و الفضاء الذي يصنع فيه مستقبل هذه البلاد.
المقاومة الحقيقية في واقعنا المعيش هي ذلك النضال الدؤوب والمستمرّ الذي تخوضه العائلات التونسية من أجل توفير كل إمكانات النجاح لأبنائها. و امام استمرار ارتفاع الأسعار و استشراء ظاهرة الدروس الخصوصية و تراجع ممكنات اكتساب التعلّمات في فضاء القسم نتيجة عدة عوامل مركّبة و معقّدة، فإنّ العائلات باتت تتحمّل أعباء ثقيلة جدا من أجل ضمان نجاح أبنائها و تميّزهم، ولنقلها صراحة إنّ التميز الدراسي اليوم بات مكلفا و باهظا و ليس في متناول الجميع، لأنّنا وبكل بساطة أضعنا سنوات طويلة في دراسة مشاريع الإصلاح دون أن نتوصل إلى الآن إلى صياغة مشروع وطني متكامل لإصلاح تربوي عميق و شامل، يحدّ من الأمراض التي تنخر قطاع التربية، بل ويساهم في بناء الإنسان التونسي الجديد الممتلك لمهارات العلوم و التكنولوجيات الحديثة و المنفتح على القيم الكونية و المتأصل في جذوره التاريخية و الحضارية الضاربة في أعماق الحضارة الإنسانية.
العودة الجديدة مليئة بالآمال و التحديات ورهان العائلات التونسية هو تلك الفرحة و تلك الزغاريد التي تتعالى في نهاية السنة الدراسية و إثر صدور نتائج المناظرات الوطنية. ولكن إن كان التلميذ هو محور العملية التربوية، فإنّ الأساس الصلب الذي تقوم عليه كل العملية التربوية هو المدرّس بكافة أصنافه، و رجال التربية الذين يقضون الأشهر و الأسابيع في خدمة التلميذ، وكلّ هؤلاء الذين يعبّرون عن الضّيم الذي لحقهم في سنوات الثورة، فإنّ إعادة الاعتبار لمكانتهم الاجتماعية و المادية أولا، و الاعتبارية قبل كل شيء، هي مسؤولية الحكومة التي عليها أن تجد الوسائل لتعيد للمدرس التونسي اعتباره نظرا لأن تونس الحديثة هي نتيجة ذلك الجهد المضني الذي بذله المدرس طيلة عقود و الذي كان فيه بمثابة الجسر الذي عبرت عليه أجيال متعاقبة من ضفة الجهل و الأمية و الفقر إلى ضفة العلم و النور والثراء. لا جسر نقل تونس إلى الحداثة غير جسر التعليم و لا ينكر هذا إلا جاحد، و لذلك فإن هذا الجسر بات يحتاج اليوم نظرة جديدة و تأهيلا و تطويرا حتى يواصل في نقل الأجيال من ضفة إلى أخرى بطريقة افضل. و دون ذلك، فإن المدرسة التونسية الرائدة حداثيا في كل وطننا العربي والإسلامي، ستظل تتراجع و تنتج سنويا ظواهر مزعجة من قبيل التسرب المدرسي و تراجع المكتسبات و تدني المهارات. غدا العودة و بعد نحو أسبوعين هناك اليوم العالمي للمربي، وهما فرصتان لاتخاذ قرارات ثورية لإعادة الروح للمدرسة التونسية.
كمال بالهادي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق