مع الشروق .. لعبة مفاوضات التهدئة... غطاء لحرب الإبادة! - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. لعبة مفاوضات التهدئة... غطاء لحرب الإبادة! - بوابة فكرة وي, اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2024 11:20 مساءً

مع الشروق .. لعبة مفاوضات التهدئة... غطاء لحرب الإبادة!

نشر في الشروق يوم 03 - 09 - 2024

2324674
في كل مرة يقترب فيها فريق المفاوضين حول اتفاق هدنة في الحرب على غزة يُفضي إلى وقف هذه الحرب الصهيونية المجنونة، في كل مرة ينكص نتنياهو حتى على التوافقات التي عقدها مع حليفه الأمريكي ويجهض جهود البحث عن هدنة... وفي كل مرة تتدخل إدارة الرئيس بايدن لتبحث له عن فرصة جديدة مشفوعة بمبادرة أمريكية جديدة وبتصور أمريكي جديد يفضيان إلى تنزيل سقف المطالب الفلسطينية من اتفاق الهدنة... ويؤديان في الأخير إلى مزيد قضم التوافقات السابقة التي تم التوصل إليها برعاية أمريكية بما يزيد في الاستجابة لطلبات وشروط نتنياهو وينقص من حجم المطالب الفلسطينية التي تم تأمينها بالتفاوض.
وبهذا الشكل يتداول الأمريكان والصهاينة على إفراغ مفاوضات الهدنة من مضامين جدية قد تصلح قاعدة لوقف دائم للحرب وتؤمن جزءا من الحقوق المشروعة للطرف الفلسطيني وبهذا الشكل يتداول الحليفان الأمريكي والصهيوني على لعب لعبة مبتذلة يتم خلالها مزيد ابتزاز الطرف الفلسطيني ومزيد تخفيض حجم طلباته وحقوقه وصولا لجعله يقبض على الريح في نهاية المطاف كما يخطط نتنياهو بعد أن يكون قد فرّط في ورقة الأسرى وهي أقوى ورقة في يد فصائل المقاومة.
ندرك أن إدارة بايدن تسارع في كل مرة إلى مضاعفة الضغوط والجهود لإنعاش مفاوضات الهدنة.. وندرك أنها تدرك أن نتنياهو وطلباته التي لا تنتهي وشروطه المشطّة هو من يعرقل التوصل لاتفاق. وندرك أن إدارة بايدن تصل حد «فتح النار» عليه واتهامه ب«عدم فعل ما يكفي للتوصل إلى اتفاق» كما فعل الرئيس بايدن أول أمس حين سئل عن أداء رئيس حكومة الكيان وإذا كان يقوم بما يكفي من جهود لتسهيل التوصل إلى هدنة فأجاب بقوله: لا... ومع كل هذا فإننا لا نصدّق بأن الإدارة الأمريكية عاجزة عن ممارسة ما يكفي من الضغوط على حليفها نتنياهو لو كانت راغبة فعليا وجديا في إنهاء هذه الحرب المدمّرة والظالمة على غزة... فأمريكا هي من تمول الحرب وأمريكا هي من تسلح الكيان.. وأمريكا هي التي أرسلت بوارجها وحاملات طائراتها إلى المنطقة لردع أي طرف عن التدخل.. وبهذه الأوراق فقط فإنه بإمكانها أن تمنع نتنياهو من الخروج عن النص وإجباره على الانصياع للتوفقات التي تم التوصل إليها بموافقة صهيونية وبمباركة أمريكية... فلماذا لا تفعّل أمريكا هذه الأوراق؟ ولماذا لا تلوح بها مجرّد التلويح حتى تضمن انصياع نتنياهو وتوقفه عن حربه المجنونة التي يلعب فيها ورقة مستقبله السياسي ويجرُّ فيها المنطقة والعالم إلى كارثة حقيقية نتيجة طموحاته المرضية في توسيع رقعة الحرب وصولا لتهيئة مناخات قيام «إسرائيل الكبرى»؟
الجواب عن هذه التساؤلات واضح.. وهو بإيجاز يكمن في حقيقة أن الحرب على غزة هي حرب أمريكية أولا وصهيونية ثانيا.
أمريكا تحتاج غزة بدون الغزوايين لتمرير مشروع طريق الهند أوروبا التي ستجهض بها طريق الحرير الصيني. والكيان يحتاج الى هذه الحرب لوضع لبنات جديدة وربما نهائية لمشروع «إسرائيل الكبرى» طالما أن نواطير العرب قد نامت عن ثعالبها ودانت الأمور للصهاينة.
وإذا وضع الطرف الفلسطيني في الحسبان هذه المعطيات فإنه سيدرك بأن لعبة المفاوضات ستتواصل كغطاء لإطالة أمد الحرب عساها تحقق الأهداف المعلنة... وبأنه ليس أمامه إلا الصمود والتعويل على سلاح المقاومة وعلى ثورة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي أراضي 1948 وتحويلها إلى بركان يحرق كامل أوراق التآمر الأمريكية والصهيونية... بما أن العرب انسحبوا من الميدان وتشتتوا بين خائف ومنكفئ على ذاته ومطبّع مرتم في أحضان الصهاينة وآخرين لا يتحكمون في قراراتهم ولا يتحركون خارج دائرة توجيهات تأتيهم من بعيد.
عبد الحميد الرياحي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق