أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، مقتل العقيد إحسان دقسة، قائد لواء المدرعات 401، خلال عملية عسكرية في منطقة جباليا شمال قطاع غزة. وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الحادث وقع نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفت الدبابة التي كان يستقلها القائد وعدد من الجنود، ما أدى إلى مصرعه الفوري وإصابة عدد من الجنود، الذين جرى نقلهم إلى المستشفيات بعد إبلاغ عائلاتهم بالحادث.

عبوة ناسفة تنهي حياة قائد ميداني بارز

أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن التحقيقات الأولية تشير إلى أن دبابة ميركافا 4، التي كان على متنها العقيد دقسة، اصطدمت بعبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق، مما أدى إلى انفجارها بشكل عنيف. ووفق المصادر الإسرائيلية، كان دقسة، الذي تولى قيادة اللواء المدرع في يونيو 2024، يقود عملية ميدانية تهدف إلى تعزيز تقدم القوات الإسرائيلية في جباليا، وهي منطقة تعتبر معقلًا استراتيجيًا لحركة حماس في شمال القطاع.

تأثير الحادث على سير العمليات العسكرية

يعد لواء المدرعات 401 من بين أهم الألوية القتالية في الجيش الإسرائيلي، ويعتمد على دبابات ميركافا 4، التي تُصنف ضمن أكثر الدبابات تطورًا في العالم. وبالتالي، فإن مقتل قائد ميداني بهذا المستوى يشكل ضربة كبيرة للجيش، ليس فقط من الناحية المعنوية، ولكن أيضًا من حيث التنسيق العملياتي في الجبهة الشمالية لقطاع غزة.
 

وتشير بعض التقارير إلى أن هذه الحادثة قد تدفع القيادة الإسرائيلية إلى إعادة تقييم خططها الميدانية، خاصة مع تصاعد التهديدات الأمنية في المنطقة، وإمكانية مواجهة مقاومة أكبر من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة التي تستغل الطبيعة الجغرافية لقطاع غزة في زرع العبوات الناسفة واستهداف الآليات الثقيلة.

تصاعد التوترات وسط استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة

يأتي مقتل العقيد دقسة في وقت حساس بالنسبة لإسرائيل، التي كثّفت من عملياتها العسكرية شمال غزة منذ 6 أكتوبر 2024، ضمن حملة واسعة تستهدف تفكيك قدرات حركة حماس ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها. ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي، تركزت العمليات في منطقة جباليا، حيث تشير إسرائيل إلى وجود أنفاق ومراكز قيادة تستخدمها حماس في عملياتها العسكرية.

أكثر من عام من التصعيد والحرب المستمرة

تشهد الحرب في غزة تطورًا مستمرًا منذ اندلاعها في 7 أكتوبر 2023، إثر الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس داخل الأراضي الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات وأدى إلى رد عسكري إسرائيلي واسع النطاق. ومنذ ذلك الحين، فرضت إسرائيل حصارًا مشددًا على قطاع غزة ونفذت عمليات عسكرية مكثفة، مما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وعلى الرغم من تصاعد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية. وأكدت أنها لن تتراجع حتى تحقق أهدافها الاستراتيجية، بما يشمل تدمير الأنفاق التي تستخدمها حماس، وتحييد القدرات الصاروخية للفصائل المسلحة في القطاع.

تداعيات مقتل دقسة على الوضع السياسي والعسكري

يشكل مقتل العقيد دقسة تحديًا كبيرًا للقيادة الإسرائيلية، في وقت تواجه فيه انتقادات داخلية بشأن تكاليف الحملة العسكرية في غزة وفعاليتها. كما يزيد الحادث من الضغوط على المستوى السياسي والعسكري لإيجاد حلول سريعة وفعالة تحد من الخسائر في صفوف الجيش.

من المتوقع أن يعزز هذا الحادث من إصرار الجيش الإسرائيلي على مواصلة عملياته، مع احتمال توسيع نطاق الهجوم ليشمل مناطق أخرى من القطاع. في المقابل، يزيد مقتل قائد بارز من حجم المخاطر التي تواجه القوات الإسرائيلية في بيئة شديدة التعقيد، حيث تمثل العبوات الناسفة والتكتيكات غير التقليدية تحديًا مستمرًا للآليات الثقيلة والقوات البرية.