"برغم القانون" ليس آخر المسلسلات.. "المرأة المقهورة".. تتصدر أولويات - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"برغم القانون" ليس آخر المسلسلات.. "المرأة المقهورة".. تتصدر أولويات - بوابة فكرة وي, اليوم الأحد 13 أكتوبر 2024 01:13 مساءً

دور الأم يعتبر من الأدوار الأساسية فى الأعمال الدرامية العربية والخليجية، وللأم مكانة كبيرة..فهي مربية الأجيال والمضحية دوما من أجل الاخرين، ظهر دور "الأم المضحية" مؤخراً فى العديد من المسلسلات الدرامية، إذ تنوعت أدوار الأمهات ما بين العاملة وربة المنزل والأرستقراطية والمكافحة، ورغم اختلاف طبيعة كل دور إلا أن القاسم المشترك بينهم هو الفطرة الطبيعية التى تمتلكها الأمهات من مشاعر حب وحنان وخوف على أبنائهن.

فهدف بعض تلك الأعمال قد لا يتعدى تقديم قصة مؤثرة تجذب الجمهور، فى حين قد تستخدم أعمال أخرى قضايا المرأة كوسيلة للتسويق والانتشار، مقابل سعي أخرى إلى تسليط الضوء على الواقع، وقد يكون ذلك بنفس نقدى إصلاحى، أو تصالحى وتوافقى.

رصدت "الجمهورية أون لاين" فى هذا التقرير آراء النقاد فى سيطرة تقديم قضايا المرأة المطحونة فى الدراما، وهل هى استغلال لنجاح مسلسلات سابقة، خاصة مع النجاح الكبير الذى حققه مسلسل "برغم القانون" الذى انتهى عرضه منذ أيام قليلة واستطاع ان يحصد أصداء واسعة، وايضاً سؤالهم عن آرائهم فى مستوى الأعمال المقدمة فى هذا الشأن، إذ ان بعضها ساعد فى تغيير بعض من القوانين الخاصة بالأسرة، ونالوا إشادات مستحقة من المركز القومى للمرأة ووزارة التضامن الإجتماعى.

"برغم القانون".. فتح تساؤلات الجمهور
حول إقامة دعوي طلاق بعد غياب الزوج

إيمان العاصي بأداء ملفت..
وإيقاع سريع دون ملل منذ الحلقة الأولى

"تحت الوصاية" نال الإشادات..
وتعديلات قانون الوصايا على أموال "القُصر"

زيادة "كفالة الأيتام" بعد عرض "ليه لأ"..
و2020 يسجل أعلي معدل

"فاتن أمل حربى" ساهم فى ترويج لخدمات
وزارة التضامن ضد ضحايا العنف

مازالت أصداء نجاح مسلسل "برغم القانون" للفنانة إيمان العاصى تسيطر على السوشيال ميديا. حيث تدور أحداثه فى إطار درامى، حول شخصية "ليلى" التى تعمل بالمحاماة وتعيش فى مدينة بورسعيد، وتستيقظ فى أحد الأيام لتجد أن زوجها قد اختفى، وبعد رحلة بحث تكتشف هروبه تاركًا طفلين هما "ليلى وهاشم" وذلك بعد زواج عشر سنوات، وتحاول الوصول لسر هروبه رغم قصة الحب الكبيرة بينهما.

نال مسلسل "رغم القانون" إعجاب الجماهير، نتيجة سرعة إيقاع الأحداث دون حشو أو مبالغة وبطريقة واقعية، فضلا عن وجود شخصيات ذكورية غير سوية نفسيا "توكسيك"، فى الدائرة المحيطة بالبطلة طوال الوقت.

بدأت تساؤلات الجمهور تتداول حول مشكلة جديدة عرضها المسلسل، تمر بها عدد من السيدات على أرض الواقع وهى عندما تجد نفسها بلا زوج، بعد أن تركها زوجها مع وأطفالها دون علمها، ولم تعرف كيفية التصرف، لتجد نفسها أمام مأزق كبير، وبدأت المشكلات تتعقد عندپتسجيل طفلها الذى وضعته فى غياب الزوج.

لم يكن "برغم القانون" الوحيد الذى يناقش قضايا "المرأة المطحونة" فى المجتمع، بل هنا عدد كبير من المسلسلات التى تتصدرها البطولة النسائية وتناقش قضايا جدلية مختلفة.

يترأس مسلسل "تحت الوصاية " للفنانة منى زكى الصدارة فى الأعمال التى تدور حول فكرة حياة الأرملة بعد وفاة الأب، والصعوبات التى تواجهها حتى فى أبسط الاجراءات، وبدأت المناقشة عن ضرورة تغيير قانون الوصاية المالية والتعليمية ونقلها للأم، بسبب معاناتها المستمرة فى أخذ المستحقات سواء من الجد أو العم، والقضية وصلت لمجلس الشيوخ، وبعد مطالب مستمرة من البرلمانيين.

ناقشت الفنانة منى زكى قضية هامة وشائكة وهى الوصاية على الأولاد، بجانب إبراز دور الأم فى التعامل مع أولادها أثناء العمل لتوفير متطلباتهم.. حيث لم يقتصر الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى فقط، ولكن امتد ليصل إلى مجلس الشيوخ، مطالبين بضرورة إجراء تعديلات على قانون الولاية على المال الصادر منذ خمسينيات القرن الماضى، لان الكثير من الأمهات الأرامل تعانى بعد وفاة الزوج للحصول على مستحقات أبنائها سواء من الجد أو العم.

وبعد طلبات مستمرة من المواطنين ومطالبة البرلمانيين وافق الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعديل قانون الوصايا على أموال القاصر.

* "مسلسل لية لأ" للفنانة منه شلبى، الذى تناول قضية اجتماعية شائكة ألا وهى تمرد الفتاة على الرضوخ لفكرة الزواج فى سن معين، من أجل إنجاب الأطفال الذين تحلم بهم، ولتحقق رغبتها الفطرية بالإحساس بالأمومة.

رصد الجزء الثانى من المسلسل حكاية "ندى"، التى ترغب فى احتضان طفل، لكنها تواجه صعوبات كثيرة فى هذا الأمر، مسلطاً الضوء على علاقتها بالطفل.. حيث أن العمل يتطرق إلى موضوع التمرد على المسلمات.

وبسبب هذا المسلسل، أعلنت وزارة التضامن عن ارتفاع طلبات كفالة الأطفال فى المناز.. حيث  تزايد الإقبال بشكل "غير مسبوق" ، وبحسب سجلات وزارة التضامن الاجتماعي، فإن طلبات الكفالة على مدار عام كامل بـ 2020 سجلت أكبر معدل سنوى لها فى تاريخ الوزارة نفسها.

* "فاتن أمل حربى" للفنانة نيللى كريم، يدخل المسلسل فى موضوعه الرئيسى فورًا، نشاهد فى حوارات مطولة وواضحة ما يريد إيصاله، زوجين فى خلافات دائمة تؤدى إلى طلاقهما ثم تنطلق الزوجة والأم لطفلتين فى رحلة لأخذ حقوقها المسلوبة منها بسبب طليقها معدوم الأمانة والمسئولية وبسبب القوانين الظالمة التى تقابلها وتعطل مسيرتها فى عيش حياة مستقرة وطبيعية لها ولابنتيها.

تمثل نيلى كريم دور فاتن امرأة يمكن تصنيف طبقتها الاجتماعية بالمتوسطة، تعمل فى وظيفة حكومية بدخل ثابت يساعدها على ملء ثغرات المصاريف المنزلية اليومية التى يقصر بها زوجها وعندما تتركه يصبح وضعها المادى أسوأ خاصة مع تهربه من دفع نفقة أطفاله وطردها وبناته من المنزل، بعد ذلك تبدأ أحداث المسلسل فى التصاعد مع تصعيد سيف "شريف سلامة" لقراراته المتعسفة ورفع قضايا تصل إلى طلب الحضانة، لتقف فاتن أمامه وأمام المحكمة فى شجاعة معلنة اعتراضها على قانون الأحوال الشخصية نفسه.

وأكدت وقتها دكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن السابقة أن مسلسل " فاتن أمل حربى قدم ما لم تستطيع الوزارة تقديمه..حيث قالت: "لدينا مسئولية كبيرة تجاه بناء الأسرة بشكل سليم والتربية الإيجابية للأطفال، فالأفلام تساهم فى الترويج لخدماتنا، فمثلاً مسلسل فاتن أمل حربى تناول مراكز استضافة المرأة ضحايا العنف وعمل اللى مقدرناش نعمله على مدار سنوات".

النقاد يؤكدون:
الدراما تعبر عن الحياة الواقعية..
وبرزت معاناة السيدات

خيرية البشلاوي:
المنتج تاجر ويقدم السلعة الرائجة مع الجمهور
ناهد صلاح:
أصبح لدينا جرأة في تناول موضوعات كانت في الظل
حنان شومان:
تكرار الأفكار ليس استغلالاً.. المهم جودة التنفيذ

تساءلت "الجمهورية أون لاين" لعدد من النقاد حول رأيهم فى كثرة المسلسلات التى تناقش قضايا المرأة، وهل هذا يعد استغلال واستسهال لنجاح الأعمال التى ناقشت هذه الأمور، أم هذا يعبر عما نعيشه على أرض الواقع، وضرورة مراجعة العديد من القوانين وتعديلها بما يتناسب مع الظروف الحالية، وأيضاً آرائهم حول مجموعة الأعمال التى عرضت وحققت نجاحاً كبيراً وسؤالهم عن سر هذا النجاح الكبير لهذه الأعمال.

أكد النقاد ان الدراما تعبر عن الحياة الواقعية للمجتمع، لذلك نجد تطور كبير فى تناول الموضوعات التى تناقش قضايا المرأة.. حيث يتم طرح قضايا لم تكن تُطرح من قبل، مؤكدين ان المسلسلات الدرامية استطاعت خلالها أن تسلط الضوء على أهمية هذه القضايا الاجتماعية، سواء كانت تتمثل فى الطلاق أو الميراث أو التبنى أوالوصاية على الابناء.. وغيرها، وأبرزت خلالها مدى معاناتها واللحظات الصعبة التى تعيشها تلك السيدات.

* قالت الناقدة حنان شومان :"الدراما التليفزيونية يجب ان يكون بها جزء من الحياة الواقعية، وهذا الأمر موجوداً منذ أعمال الراحل أسامة أنو عكاشة، منها "الشهد والدموع" فى الثمانينات، وعدد اخر من الأعمال التى ناقشت الطلاق والزواج غير المتكافئ.

أضافت: "تكرار نوعية هذه الأعمال ليس استغلالاً، ولكن العمل الفنى الذى ينجح مع الجمهور هو المكتوب بشكل جيد، فكانت أعمال كانت تناقش قضايا هامة، ولكنها لم تكن مكتوبة بشكل محترف، وبالتالى لم تنل إعجاب الجمهور، ولم تحظى بنفس الاهتمام والإشادات التى نالها البعض الاخر من الأعمال، وخاصة ان مثلا مشكلة "الطلاق" يمكن ان يتم مناقشتها بمليون طريقة، وبالفعل تم تقديمها فى أعمال عدة، ولكن لم ييحثث الصدى الواسع إلا عدد معين من المسلسلات التى بالفعل تم تنفيذها بشكل جيد الصنع.

أوضحت ان الفكرة الأساسية ليس التكرار ولكن كيفية تقديم موضوع بشكل جيد وواقعى ومدروس، مؤكدة ان النجاح على السوشيال ميديا لايعنى إنه يلقى إعجاب الجمهور الواقعى، وخاصة ان هنلك الكثير من التريندات المدفوعة.

أشارت شومان أن مسلسل "تحت الوصاية" للفنانة منى زكى، كان من أكثر الموضوعات الطازة التى كان يحتاج المُشاهد ان يشاهدها على الشاشة، وايضاً مسلسل "ليه لا" للفنانة منه شلبى، ومناقشة قضية "التبنى" ومدى أهميتها، وخاصة انها موضوع مهم ومتداول النقاش فيه فى جلسات كثير من السيدات فى كل الطبقات، وكان مناقشته على الشاشة شئ جديد ولم يطرح من قبل.

* بينما أكدت الناقدة خيرية البشلاوى أن أى تجربة فنية تحتوى على رسائل، ويخرج المُشاهد منها إما بالتفاؤل أو التشائم، طاقة سلبية أو إيجابية، وأيضاً تشعرنا هذه التجارب بالوعى بمشاكل المجتمع، والمزاج العام المجتمعى، والحالة السوداوية التى تعيشها بعض النسا - حتى لو كان ذلك ليس مقصوداً - ولكن السيناريست والمنتج والفن بشكل عام يعبر عن المزاج السائد فى المجتمع، وهو الذى يتحكم فى دوافع المستهلك للتجربة الفنية، فكلما يجد نفسه فى العمل يتفاعل معه.

قالت البشلاوي: "لكى نعرف الحالة النفسية الخاصة بأى مجتمع، يجب ان نشاهد الأعمال الفنية التى تم إنتاجها فى هذه المرحلة، فهى تعكس عن الحالة المزاجية والنفسية والعاطفية والاقتصادية التى يعيشها الشعوب".

أما عن ارتفاع نسبة المشاهدة لهذه الأعمال، أوضحت ان المتفرج يعيش فى المجتمع بهمومه وأحلامه ومشاكله وبالتالى تلقى الصدي الكبير، وبالأخير المنتج "تاجر" سواء كان مثقفاً أو جاهلاً، فهو يقدم سلعة للجمهور، والجمهور متقبل هذه الفكرة، وبالتالى يتم تكرار التجربة.

أضافت البشلاوي: "بالتاكيد هذه التكرار استغلال لنجاحات سابقة لهذه الأعمال، وخاصة ان التاجر أو المنتج يلعب برأس المال، وهذه تجارة ناجحة، خاصة أن معظم الأعمال الدرامية يكون فيها عنصر الهروب، فصناع المسلسلات توفر فرصة للمتفرج للهروب من همومه بأعمال فانتازية أو كوميدية أو درامية، وفقاً للقصة الرائجة فى الفترة المقدم فيها العمل".

اختتمت حديثها، مشيدة بأعمال المخرجة أنغام محمد علي، إذ إنه لديها حساسية المرأة المجتمعية، واستطاعت تقديم نماذج نتفاعل معها فى فترة معينة.

أكدت الناقد ناهد صلاح إننا بالفعل فى السنوات الأخيرة مشغولون بقضايا المرأة.. حيث أصبحت يتم مناقشتها بجرأة كبيرة فى الطرح، وموضوعات كانت فى الظل مثل التحرش والتبنى، إذ أصبحت المسلسلات تساند المرأة فى الشارع، وتكون صوتها، وهذا بالاضافة لاستجابة أًصحاب القرار و جهد المجلس القومى لحقوق المرأة.

قالت صلاح: "هناك وعى مجتمعي حدث فى السنوات الأخيرة، وخاصة ان المشاكل التى تُعرض لا تخص شخص واحد فقط، بل هى تخص المرأة والرجل فى نفس الوقت، وخاصة أن 30% من النساء هم نساء معيلة، تقوم بالإنفاق على بيتها ومازالت مظلومة فى قضايا الميراث، والمرة المطلقة والأرملة ليس لديها حرية على أولادها، لذلك أصبحت الدراما منتبهة لهذا الواقع وواعية لقضايا المرأة المختلفة.

أضافت: "حتى لو هناك تكرار أو استغلال لنجاح سابق، فهو مطلوب بشكل كبير، لان الدراما تكون كالكشاف، بحيث إنه تكشف المجتمع، ويعله يتعامل مع المرأة باعبارها جزء أساسى غير مهمشاً، وهذا لا يظلم الجزء الآخر وهو الرجل، لان الثنائى بالنهاية يعانون من ضغوط كثيرة، منها الضغوط الاقتصادية والتى تتسبب فى العديد من قضايا الطلاق والعنف الأسرى.

أشارت صلاح إلى أن الدراما لا تقدم حلولاً بل هى تنور لأًصحاب القرار الأمور، وتجعلهم ينظرون على الظلم الواقع على المرأة لانها عنصر مهم فى المجتمع ولها دورها ويجب أن تأخذ حقوقها.

اختتمت كلامها مشيدة بمسلسل "برغم القانون" بطولة الفنانة إيمان العاصى والفنان محمد القس، وعلى أدائهما التمثيلى وسلاسته، مؤكدة على جرأة القضية التى تتم مناقشتها.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق