انطلاق التشغيل التجريبى لقطار التنمية فى شمال سيناء بخط سكة حديد «الفردان - بئر العبد» بطول 100 كم
 

بعد 50 عاما، دوى صوت صافرة القطار مرة أخرى فى سماء أرض الفيروز، معلنا دخول القطارات إلى شمال سيناء ضمن مشروع ممر العريش - طابا الذى سيربط المحافظة ببقية أنحاء مصر.

وأعلنت وزارة النقل، الأثنين الماضى، انطلاق التشغيل التجريبى لقطارات السكك الحديدية بخط سكة حديد «الفردان - بئر العبد» بطول 100 كيلومتر، ويبدأ مشروع الممر من ميناء العريش البحرى حتى منفذ طابا البرى، ويربط بينهما خط سكك حديد «العريش - طابا» وهو امتداد لخط «الفردان - بئر العبد - العريش»، مرورا بمنطقة الصناعات الثقيلة فى وسط سيناء، ما يشكل طريقا مهما يخدم حركة التجارة والصناعة والتعدين بطول مساره، ويربط البحر الأبيض المتوسط بخليج العقبة، كما يخدم الممر، المناطق اللوجستية الجارى إنشاؤها بشبه جزيرة سيناء وهى الطور ورفح والعوجة والحسنة والنقب وطابا ورأس سدر وبئر العبد.

عودة القطار إلى سيناء، جاءت متزامنة مع الاحتفال بمرور 51 عاما على انتصارات أكتوبر المجيدة، وتحرير كامل سيناء من العدو، وقررت وزارة النقل بدءا يوم السبت الماضى، وحتى أمس الجمعة 18 أكتوبر، أن يكون تشغيل القطارات مجانا للركاب هدية من الرئيس السيسى.

وأكد الفريق كامل الوزير وزير النقل، أن الممر اللوجستى يأتى فى إطار خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030 وتنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحويل مصر إلى مركز إقليمى للنقل واللوجستيات، وتجارة الترانزيت، وتطوير منظومة النقل فى البلاد، موضحا أن أحد المكونات الرئيسية للممر اللوجستى «العريش - طابا» هو مشروع إعادة تأهيل وتطوير وإنشاء خط سكة حديد بطول إجمالى نحو 500 كيلو حيث سيخدم هذا الخط نقل الركاب والبضائع، وسيخدم التجمعات السكنية والصناعية والتعدينية بسيناء عن طريق ربط المصانع بوصلات سكك حديدية ثم التصدير عبر ميناء العريش وطابا إلى الخارج.

يأتى المشروع ضمن خطط مصرية لتنمية سيناء، ونقل ما لا يقل عن 3 ملايين مصرى إليها، وقررت الحكومة منذ 2014 تنفيذ خطة شاملة واستراتيجية لتعمير سيناء وإقامة مشروعات وتوطين المصريين فيها، وربط المنطقة بمدن ومحافظات مصر، وتنفيذ مشروعات بأكثر من 600 مليار جنيه، مع إعادة تسكين أهالى سيناء.

وسبق أن أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أن الحكومة تنفذ مشروعات تعليمية وخدمية وتوسعات لتعمير المنطقة وجذب الاستثمارات إليها، وجذب السكان من المصريين للإقامة والعمل فى سيناء، كما أشار إلى أنه تم كذلك إقامة مشروعات صحية وإنشاء مستشفيات متطورة ومراكز صحية ونقاط إسعاف حديثة لرفع مستوى الخدمة الطبية وإنشاء مناطق ومجمعات صناعية وزراعية وتعدينية، ومجتمعات عمرانية ومد الطرق والجسور والأنفاق.

والأثنين الماضى، شارك الفريق مهندس كامل الوزير، أهالى سيناء الحبيبة الاحتفال بانطلاق التشغيل التجريبى لقطار التنمية من جديد فى ربوع سيناء، واستقل «الوزير»، يرافقه اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، واللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، والقيادات التنفيذية والشعبية ومشايخ القبائل قطار التنمية من محطة الشيخ زايد حتى محطة بئر العبد، مرورا بمحطات «القنطرة شرق، وجلبانة، وبالوظة ورمانة، ونـجيلة»، وتفقد المحطات والتقى بأهالى وطلبة المدارس بسيناء الحبيبة والذين استقبلوا القطار فى كل المحطات بالإعلام وهتافات تحيا مصر ويحيا الرئيس السيسى.

ونقل نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل لأهالى سيناء تحيات الرئيس السيسى، مؤكدا أن انطلاق قطار التنمية من جديد فى سيناء هو هدية الرئيس السيسى، لأهالى سيناء الحبيبة، وأشار إلى أن هناك توجيهات من الرئيس السيسى بتحقيق جميع مطالب أهالى سيناء وتنفيذ جميع المشروعات التى تخدم المواطن بها، موضحا أن إعادة تشغيل هذا الخط يعتبر إضافة قوية لوسائل النقل والمواصلات فى ربوع سيناء، خاصة أن قطار التنمية سيقدم للركاب مستويات خدمة مميزة ونظيفة وسريعة.

من جانبهم، قدم أهالى سيناء الشكر للرئيس السيسى، على تشغيل قطار التنمية فى سيناء وتنفيذ مشروعات تحقق التنمية الشاملة، مؤكدين أن اليوم يعد يوما تاريخيا لأهالى سيناء، وأن ما يتحقق على أرض الواقع من إنجازات يدعو للفخر، وأن كل أهالى سيناء يد واحدة خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، لاستكمال مسيرة الإنجازات والبناء التى تتحقق على أرض الواقع فى أرض الفيروز.

كما شهد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، عبور أحد قطارات البضائع عبر الخط باتجاه ميناء شرق بورسعيد، وذلك فى إطار منظومة نقل البضائع من ميناء شرق بورسعيد إلى كل أنحاء الجمهورية عبر خطوط شبكة السكك الحديدية، حيث سبق وتم عبور أول قطار لنقل حاويات الترانزيت من ساحة شركة الإسكندرية لتداول الحاويات بميناء الدخيلة إلى ميناء شرق بورسعيد عبر المحطة التبادلية بالكيلو 8 «محطة لتبادل البضائع».

وقال الوزير، إن هذا اليوم يعد يوما مهما جدا لأهالى سيناء الحبيبة والشعب المصرى العظيم، حيث يتزامن التشغيل التجريبى لقطارات الركاب بخط الفردان بئر العبد مع ذكرى عزيزة على قلب كل مصرى، وهى الذكرى الـ51 لانتصار أكتوبر المجيد.

وأضاف أن تشغيل هذا الخط سيسهم فى تسهيل حركة نقل الأفراد والبضائع من سيناء إلى كل المحافظات، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة ومناطق صناعية متعددة، ودعم مشروعات التنمية الاقتصادية بمحافظة شمال سيناء، فضلا عن خفض تكلفة نقل البضائع.

وبعد قطار الشرق السريع أحد أهم مشاريع التنمية فى ربوع سيناء، وقال المهندس ناجى إبراهيم محمد، رئيس منطقة تعمير سيناء، إن خطة العمل تتضمن تنفيذ مشروعات الخطة الاستثمارية لمنطقة تعمير شمال سيناء شاملة التنمية المتكاملة للعام المالى 2023/2024 تبلغ 65 مشروعا، بينما يبلغ عدد المشروعات الجارى تنفيذها 26 مشروعا، وعدد المشروعات التى تم الانتهاء منها 39 مشروعا.

واستمرارا لمسيرة التنمية على أرض الفيروز، وتواصل اهتمام الدولة والقيادة السياسية بأهالى سيناء، وفى إطار تحقيق التنمية، تم خلال شهر أكتوبر الجارى إجراء قرعة الوحدات السكنية بمدينة رفح الجديدة والتى فاز بها 411 مواطنا من أبناء رفح، وطرحت محافظة شمال سيناء الوحدات السكنية على المواطنين من أبناء رفح فى 25 أبريل الماضى، بعد تصديق الرئيس السيسى، بتخفيض قيمة الوحدة بنسبة 55%، حيث يسدد المواطن فقط 45% من قيمتها، وجميع مرافقها تحملتها الدولة.

ومن أهم مشروعات الإسكان خلال عام 2024 تنفيذ عدد من قرى الصيادين بقرية النازل شرق مدينة بئر العبد، حيث سلّم اللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء عقود عدد 20 منزلا بدويا بحى الصبيحات بقرية التلول فى مركز بئر العبد، للمواطنين المستحقين، بعد بنائها بتكلفة 12 مليون جنيه.

وتشهد شمال سيناء إنشاء عدد من المشروعات التنموية والخدمية لصالح المواطن السيناوى طبقا لتوجيهات القيادة السياسية، ففى مجال الصحة تواصلت بلغت 8 مشروعات بتكلفة إجمالية 609 ملايين جنيه، بسعة 170 سريرا، من بينها مستشفيات بئر العبد النموذجى الجديد، ونخل المركزى، وتطوير مستشفى العريش العام، ووحدة طب أسرة الجوفة بوسط سيناء.