شكل الشرق الأوسط المقبل والنظام العالمي الجديد - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شكل الشرق الأوسط المقبل والنظام العالمي الجديد - بوابة فكرة وي, اليوم السبت 12 أكتوبر 2024 10:53 صباحاً

اختلفت آراء المحللون السياسيون الدوليون والإقليميون والمحليون من هواه ممارسون و ممتهنون ومحترفون في الإجابة عن السؤال ?ماذا يريد اليهود الصهاينة حكام الكيان الاسرائيلي الحقيقيون من العالم الان عندما ربطوا بين اجتياحهم لغزة وغزوهم المبرمج إلى لبنان.

لا يمكن إعطاء رأي على غلبة ظن الصحة إلى بدراسة الأمور التالية: 

أولًا:

ما هو الموقف الأمريكي الحقيقي مما يجري، هل هو مع الكيان الإسرائيلي بدون تحفظ أم بتحفظ، وحدود معينة، وهل الولايات المتحدة متفقة مع إسرائيل على مواصفات الشرق الأوسط المقبل، بعد أن قررت شطب شرق اوسط ⁽⁽سايكس بيكو⁾⁾ الأوروبي.

ما هو الشكل السياسي الذي تريده فرنسا للبنان خاصة وبلاد الشام عامة، و ما هو تصورها للشرق الأوسط المقبل، باعتبارها تمثل مرآة الاتحاد الأوروبي وصاحبة نفوذ سابق، ومازال لها مصالح سياسية واقتصادية ودينية بالشرق الأوسط.

لماذا السكوت البريطاني عما يجري في غزة ولبنان والشرق الأوسط الحالي ورئيس وزرائها ووزير خارجيتها لا يعطون موقف واضح على الإطلاق ، إلا أنهم يزعمون أنهم يريدون وقف إطلاق النار، وأنه هو الحل الأمثل للأزمة الحالية.

ما هو سبب غياب الموقف الروسي عما يجري وكأنه غير موجود ، أو غير قادر على فعل أي شيء أو لا يريد أن يفعل شيء ، أم أنه مقيد  باتفاق شرف كما يقولون ((Gentlemen agreement))  التي يراها أنسب لسياسته الحالية.

أما الصين فهي الغائبة الحاضرة لكنها في الحقيقة تراقب كل متحرك وكل ساكن في الشرق الأوسط سياسيا واقتصاديا وعسكريا فهي الطرف الرابح الذي يكسب بدون أن يخسر، وبدون كلفة  ليكون الدولة الأولى في العالم بنظامها الاقتصادي الخارق العملاق فهي تراقب عن كثب ما يجري وتستطيع أن تقلب الموازيين أو تحافظ عليها حسب مصالحها فهي لا تحتاج إلى حروب على الإطلاق، فإنها لا تخرج من بلادها عسكريا ومن يدخل إليها برياً يخسر ويضيع في متاهاتها، وهي تعتقد أن السلاح النووي بكافة مستوياته أصبح “نمرا من ورق” كما قال ماو تسي دونغ في السبعينات، واكتفى بدخوله نادي الكبار، وارتقى ليكون من أصحاب ⁽⁽ بريستيج ⁾⁾ السلاح النووي، وهو يعلم أن السلاح الجرثومي والبايولوجي والكيماوي، أخطر بكثير من السلاح النووي وأقل كلفة، فهو يقضي على البشر ويحافظ على التقدم المدني والعمراني.

ثانيًا:

كل متتبع لسياسة الدول الكبرى في الشرق الأوسط منذ الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 يدرك أن الولايات المتحدة كتبت شهادة وفاة شرق أوسط ⁽⁽ سايكس بيكو ⁾⁾ وأعلنت جهارًا نهارًا وعلى لسان كل سياسيها من الرئيس بوش الثاني إلى وزيرة خارجيته ⁽⁽ كوندوليزا رايس ⁾⁾ ووزير دفاعه مانسفيلد ورئيس أركان القوات الأمريكية المشتركة ⁽⁽ كولن باول ⁾⁾ الذي اصبح بعد ذلك وزيراً للخارجية، كلهم اتفقوا على أن شرق أوسط واسع كبير أمريكي قادم إلى المنطقة ليحل محل شرق أوسط ⁽⁽ سايكس بيكو ⁾⁾، وأن سياسة ⁽⁽ الفوضى الخلاقة ⁾⁾ هي أداة الوصول إليه، وأن هذا الشرق الأوسط الكبير يشمل إضافة إلى الشرق الأوسط القديم الجمهوريات الإسلامية السوفياتية السابقة ويمتد من جاكرتا إلى نواكشوط ولقد سبق الجميع بطرح هذا المخطط مستشار الرئيس⁽⁽ كارتر ⁾⁾ مستر⁽⁽ بريجنسكي ⁾⁾ في كتابة رقعة الشطرنج الكبرى، واسمى هذا الحوض الهلال الأحمر الإسلامي الدامي.

– طرح الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي مشروع “الاتحاد من أجل المتوسط” وهو مشروع أوروبي المقصود منه ربط الشمال الأوروبي المتقدم بالجنوب العربي الاسلامي النامي اقتصادياً في نطاق البحر الأبيض المتوسط، ومدعم بمحاولة تنظيم مشروع نواة عسكرية تخص الاتحاد الأوروبي، وتحل محل قوات⁽⁽ حلف الأطلسي – NATOO⁾⁾ المُسيَطر عليها من قبل الولايات المتحدة ، ولقد باء هذا المشروع الفاشل بالفشل الذريع وسقطت محاولات فرنسا المناوئة للنفوذ الأمريكي في أوربا للخروج من تحت العبادة الأمريكية، والمؤيد من قبل الألمان والطليان، أما بريطانيا كانت مثل حصان طروادة كعادتها تناور على الجميع لتركب على الحصان الفائز بالسباق.

– طرح رئيس الوزراء الاسرائيلي⁽⁽ بيريز ⁾⁾ مشروعه في كتابه “شرق أوسط جديد” القائم على علاقات دبلوماسية واقتصادية وعمرانية وطرق و مطارات وموانئ مشتركة لكل دول الشرق الأوسط الكلاسيكي مقابل سلام بين دول المنطقة بما فيها إسرائيل، وهو تقريبا تطوير متقدم لجامعة الدول العربية، وبمقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي ⁽⁽ اسحاق رابين ⁾⁾ توقف هذا المشروع، لأن اليهود الأصوليون وخاصة الجناح المتطرف في إسرائيل وقفوا ضد هذا المخطط، علما أن اجتماع قمة جامعة الدول العربية في بيروت عام 2003 قد وافق على ماورد في اقتراح ⁽⁽ بيريز ⁾⁾ ولكنه اشترط انسحاب اسرائيل من كافة الأراضي التي احتلتها عام 1967 وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود قرار الأمم المتحدة 242 أي العودة إلى ما قبل حدود الخامس من حزيران، وعند ذلك تم غض الطرف نهائياً عن مقترحات ⁽⁽ بيريز ⁾⁾ بشرق اوسطه الجديد.

– وفي النتيجة إن ما جرى ويجري منذ عام 2003 عام الغزو الأمريكي للعراق والمدعوم من بريطانيا، أن هو إلا صراع بين الدول الكبرى صاحبة النفوذ و المصلحة لتحديد معالم وشكل مبتكر لشرق أوسط ما بعد ⁽⁽ سايكس بيكو ⁾⁾ يتلاءم مع النظام العالمي الجديد ˉ تحت التحضير ˉ وهو مركز كل متغيرات الدول الكبرى من بعد مؤتمر ⁽⁽ يالطا ⁾⁾ ومؤتمر ⁽⁽ كيركيا فيك ⁾⁾ بين الرئيس ريجان والرئيس جوربا نشوف، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج انهيار سور برلين والمنظومة السوفياتية، كل ذلك جعل ولادة شرق أوسط جديد ⁽⁽ واسع ⁾⁾ ضرورة حتمية قبل ولادة النظام العالمي الجديد من منظور أمريكي و يتضمن شراكه بين العالم الإسلامي و الولايات المتحدة كما صرح بذلك علناً الرئيس الأمريكي “أوباما” في كلمته بجامعة القاهرة وفي أنقره حيث شكل الشرق الأوسط القادم سيحدد مراكز وأهمية الدول صاحبة النفوذ في العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج النزاع الأوربي الأوكراني على مستقبل الاتحاد الأوربي.

– إن النظام العالمي المتوقع الولادة ، وصراع الدول الكبرى على المكانة والحصص ووضع الدولار الأمريكي المهزوز كعملة وحيدة لتسويق النفط وتحديد السعر والتداول إضافة إلى ديون الولايات المتحدة التي زادت على 34 ترليون دولار كعمله ورقيه سائبة بدون رصيد ذهبي أو قوة ميزان تجاري، أثر إقدام الرئيس الأمريكي نيكسون في 15/8/1971 على وقف العمل باتفاقية Brighton Woods  الموقعة بين الدول المنتصرة بالحرب العالمية الثانية عام 1945 والتي تقضي بأن يكون الدولار الأمريكي العملة الوحيدة لتقويم وتسويق والتبادل لسعر النفط في العالم، ووضع إسرائيل حيث أصبح وجودها كدولة دينية عبئ على العالم وخاصة الولايات المتحدة، وتبدل سياسة الولايات المتحدة بالسكوت عن الحق الإيراني الأيديولوجي للتوسع في الشرق الأوسط كما أن الانتعاش الاقتصادي في الصين الذي سيضعها في المنظور القريب على رأس قائمة الدول المؤثرة في العالم، كل ذلك جعل الولايات المتحدة والعالم باسره يقف ضد مخطط إسرائيل الأحادي الذي يقضي بان تكون هي القوة المسيطرة في شرق أوسطها المعتمد على التطبيع القهري الثقافي والفكري والسياسي والعسكري، اي الإنفراد في الشرق الأوسط إن استطاعت لأنها استشعرت تخلي النظام العالمي عنها، وذلك بسبب انتهاء صلاحيتها كقوة مفيدة في الشرق الأوسط، لأن اسرائيل تعرف أن العالم الغربي لا يعترف بالمعنويات ولا بالروحانيات، بل هو عالم مادي بحت، وهذا هو السبب الذي يجعل قرارة إسرائيل السياسية المتطرفة وعلى رأسها ⁽⁽ نتنياهو ⁾⁾ غير متزنة وقلقة، لأن سندها الذي أوجدها تخلى عنها وقال اذهبي إلى جهنم وبئس المصير فلا مصالح ولا عداوات دائمة بل وفاق وافتراق حسب ما يفرضه الواقع الذرائعية والمصالح المتبادلة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق