عاجل

خطة إسرائيل.. «الشرق الأوسط الجديد» وهْم صهيوني وسط إقليم مشتعل - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خطة إسرائيل.. «الشرق الأوسط الجديد» وهْم صهيوني وسط إقليم مشتعل - بوابة فكرة وي, اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024 10:14 مساءً

تردد مصطلح «الشرق الأوسط الجديد» كثيراً خلال الفترة الأخيرة، عبر تصريحات المسئولين الإسرائيليين، وفى مقدمتهم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مستهدفين إعادة ترتيب موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط ورسم خريطة سياسية جديدة حسب الرؤية الإسرائيلية التى يرى كثير من السياسيين أن هذا أصبح أقرب من أى وقت مضى لتطبيقه فى ظل التطورات المتسارعة التى يشهدها الشرق الأوسط، وتحديداً منذ 7 أكتوبر 2023، ليكون المشهد الأبرز فى هذا الشأن ظهور «نتنياهو»، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ79، حاملاً خريطتين؛ شملت الأولى مناطق تكتسى باللون الأخضر، وخريطة ثانية شملت مناطق صُبغت باللون الأسود ووصفها بـ«الملعونة».

من جهته، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أصابه نوع من الغرور غير المسبوق، حيث يعتبر الشرق الأوسط «ضيعة» خاصة يستطيع صياغتها كما يشاء، مشيراً إلى أن تصريحاته الأخيرة، المتعلقة بـ«الشرق الأوسط الجديد»، محاولة منه من أجل ترويج المصطلح نظراً لعدم استطاعته الوفاء بوعده لإعادة المستوطنين إلى منازلهم وقراهم فى شمال الاحتلال الإسرائيلى، ورغم اجتياحه جنوب لبنان برياً، فإن الوضع تأزم أكثر ولم يستطع إعادتهم مرة أخرى، وأيضاً لم يستطع إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة بالقوة، فى المقابل، فإن الحرب التى يشنها على قطاع غزة خلّفت أكثر من 42 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال.

وأضاف «رخا» لـ«الوطن»: «دولة الاحتلال أصبحت دولة مثيرة للاضطراب وعدم الاستقرار، وتهدد أمن دول المنطقة، والمساعى الإسرائيلية بتغيير خريطة المنطقة تعد فكراً كارثياً متمثلاً فى إعادة تخطيط شكل الشرق الأوسط من خلال اقتطاع وتوزيع أراضٍ والسيطرة عليها أيضاً، وما يفعله بنيامين نتنياهو ما هو إلا حماقة، فالخطر الحقيقى فى المستقبل القريب والبعيد هو إسرائيل».

فيما قال الدكتور صالح الطراونة، الكاتب والمحلل السياسى الأردنى، إن مصطلح الشرق الأوسط الجديد برز فى عالم تتلاطم فيه أمواج التغيير والتحول، عبر وسائل الإعلام الغربية والمنابر الدولية -على نحو متزايد- خاصة عقب الصراعات الدموية التى شهدها قطاع غزة فى فلسطين وغيره من دول المنطقة، مشيراً إلى أن المصطلح لا يقتصر على توصيف جغرافى أو سياسى فحسب، بل يعكس حقبة جديدة من العلاقات الدولية والنظام الإقليمى الذى يشهد إعادة تشكيل لموازين القوى، وتحالفات جديدة قد تعيد رسم خريطة النفوذ والسلطة فى الشرق الأوسط.

وأضاف «الطراونة»: «ظهر هذا المصطلح فى ظل توترات متصاعدة، سعياً إلى فهم التداعيات السياسية والاجتماعية للتغيرات التى تموج بها المنطقة، ويشمل (الشرق الأوسط الجديد) الدول التقليدية التى كانت محور الصراعات، والفاعلين الجدد الذين برزوا أصواتاً مؤثرة فى الحوار الإقليمى والعالمى، إذ تشهد المنطقة اليوم نزاعات كثيرة، وتحولات سياسية جذرية، حيث تتداخل القضايا القومية مع الأزمات الإنسانية والتحديات الاقتصادية والسياسات الخارجية للقوى العظمى»، موضحاً أن هذا الواقع يكتسب تعقيداً بظهور ديناميكيات جديدة تحت السطح، مثل الحركات الشعبية المطالبة بالتغيير، وتصاعد الأصوات المنادية بحقوق الإنسان، واستشراف آفاق التنمية المستدامة.

وأشار المحلل السياسى الأردنى إلى أن فهم مصطلح «الشرق الأوسط الجديد» يستوجب العودة إلى الأحداث التاريخية التى رسمت ملامح المنطقة الحديثة فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، حيث أدت اتفاقية سايكس - بيكو إلى تقسيم الأراضى العربية بين القوى الاستعمارية البريطانية والفرنسية، وشكّلت الحدود السياسية للدول المعروفة حتى يومنا هذا، فهذه الاتفاقية، التى كانت بمنزلة تجاهل صارخ لتطلعات الشعوب العربية نحو الاستقلال والسيادة، خلقت بذور الصراعات التى تتجدد دورياً، لتتشابك هذه التحولات الكبرى مع الديناميات الجيوسياسية المعقدة فى الشرق الأوسط، وأبرزها الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، الذى يظل محور كثير من التوترات الإقليمية والدولية، وهذا الصراع، الذى بدأ مع تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلى عام 1948، يواصل التأثير فى العلاقات الإقليمية، ويشكل أحد أصعب التحديات للدبلوماسية الدولية.

وتابع: «يظهر من هذه الخلفية التاريخية أن الشرق الأوسط الجديد ليس فقط مسرحاً للصراعات القديمة التى أُعيد تجديدها بأشكال جديدة، بل هو أيضاً مهد للإمكانات والتحولات التى قد تعزز فرص التعاون والسلام الدائمين، مع ذلك تبقى القضايا الأساسية، مثل العدالة والتنمية وحقوق الإنسان، بحاجة إلى الاهتمام الحثيث لضمان مستقبل أكثر استقراراً للمنطقة».

واختتم المحلل السياسى الأردنى: «خريطة الشرق الأوسط الجديد، التى رفعها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، خلال خطابه فى الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحمل أبعاداً رمزية وجيوسياسية معقدة، فالخريطة المشار إليها، التى أبرزت بعض الدول باللون الأخضر الداكن، تعبر عن رؤية إسرائيل للمنطقة، ولكنها أثارت جدلاً واسعاً، نظراً لعدم ذكر دولة فلسطين، ما يشير إلى تجاهل قضية الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، وهو ما أعاد إلى الأذهان الجدل الذى أثاره الوزير الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش فى وقت سابق».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق