فى ساعات  قليلة كان الجنود المصريون يطؤون بأقدامهم هذا الخط وهذه الحصون ونجحت أفكار المصريين بمنتهى الهدوء ودون الحاجة إلى جرام واحد من المتفجرات وبخراطيم المياه من تفتيت هذا الحائط العالى الرهيب المسيطر على قناة السويس وإنشاء عشرات الفتحات في هذا الحصن الحصين فصدروا للعالم كله بأنه يحتاج إلى قنبلة نووية لنسفه.

لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة كرامة استطاعت فيها مصر أن تحقق انتصارا عسكريا على إسرائيل، بل كانت اختبارا حاسما لقدرة الشعب على تخطى كابوس مزعج يؤرق كل المصريين، ومهدت لتحرير واسترداد باقي أراضي الوطن التي سلبها العدو الاسرائيلي.

وقد اندلعت حرب أكتوبر 1973 وأظهر المصريون كعادتهم في أوقات المحن والشدائد حالة من التلاحم الوطنى سواء في ساحة القتال أو في الجبهة الداخلية فأظهر الشعب صمود اجتماعى فسارع الجميع للتبرع بالدم و تبرع بالأموال والمصوغات للمجهود الحربى هذا هو المصرى في أوقات الشدائد والأزمات ،وشارك المسيحيين أخوانهم المسلمين من أجل استعادة الكرامة والانتصار

فقد ضرب الجيش المصرى أروع أمثلة البطولة المظهر الروحى والايمان بالله والاحساس بهذا الايمان كان دافعا كبيرا جدا لترديد كلمة الله أكبر بالإضافة إلى روح العطاء والتضحية والصير التي أبداها جميع المواطنين سواء مسلمين أم مسيحيين  وكان كذلك المواطنين في الجبهة الداخلية فلم يكن المواطنون يتهافتون على السلع الاستهلاكية والحفاظ على روح الصبر مع شرح الضروريات فتكالب الناس على التبرعات بشكل لم  يسبق له مثل من قبل  فكانت هناك المشاركة العميقة الصادقة من جميع المواطنين لقواتنا المسلحة. 

وما أحوجنا هذه الأيام إلى استعادة روح تلك الحرب المجيدة في عهد الجمهورية الجديدة فبناء الانسان المصرى بناءاً متكاملاً صحياً وعقلياً وثقافياً من خلال القناعة الكاملة بأن الانسان المصرى هو كنز الوطن وأيقونة انتصاره ومجده ،ان استعادة روح أكتوبر المجيدة أمر حيوي خاصة في تلك المرحلة المهمة والإصرار على العمل الدؤؤب وبذل أقصى الجهد في كل المجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هو الهدف الرئيسى لكل منا أيا كان موقعه ومجال عمله وحياته .

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل