مع الشروق .. العدوّ يتهيّب من التصعيد وعودة إلى الوساطة وحلّ الدولتين - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. العدوّ يتهيّب من التصعيد وعودة إلى الوساطة وحلّ الدولتين - بوابة فكرة وي, اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024 11:59 مساءً

مع الشروق .. العدوّ يتهيّب من التصعيد وعودة إلى الوساطة وحلّ الدولتين

نشر في الشروق يوم 03 - 10 - 2024

2328424
منذ شهر أوت طرحت الصحف الإسرائيلية فرضية الردّ الإيرانيّ وتحرُّك حزب الله للثأر للشّّهداء صالح العاروري و القيادي فؤاد شكر وإسماعيل هنية ، واعتبرت أنّ الأمين العام للحزب حسن نصر الله ( قبل استشهاده) الأكثر حدّة و صرامة في المطالبة بالردّ والردع و التهريب .
نفس الصحف أيضا تحدّثت منذ نفس الفترة عن اشتعال المنطقة في حال دخول إيران في مواجهة مع إسرائيل ، وتواصل الوفاء الأمريكي ، وأثنت على "نجاحات " مجرم الحرب نتنياهو و اعتماده استراتيجيا قطف الرؤوس القيادية المؤثرة في القضية وتحسّنه تكتيكيا .
طبعا هذه الصحف لم تغفل الجانب الأهم وهو أنّ منْ بيته من زجاج لا يرمي النّاس بحجر ، وأنّ نتنياهو الذي بالغ في استعراض توحّشه و"تفوّقه" الحربيّ لن ينجو من جعله يسير على الحبل لو واصل في التصعيد وركب رأسه وغروره ومضى في وهم تكريس خارطة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
في الحقيقة كانت هذه الصحف الموالية لحزب الليكود ، وهي أبواق دعاية نتنياهو، كانت تردّد السيناريوهات المحتملة في رأسه ، وتنقل إلى الرّأي العام الإسرائيلي الغاضب عليه والرّافض له ، رسائل طمأنة ، وفي نفس الوقت تهيئه لردّة فعل محتملة من إيران و حزب الله في إطار حرب نفسية اعتمد فيها أساسا على الإعلام الموالي ، الذي سعى من خلاله منذ طوفان الأقصى إلى أسلوب تضخيم الفأر حتى يصير فيلا.
بعد شهر من تهيئة الأرضية إعلاميا ، مر نتنياهو إلى الفعل و نفّذ ضربته الموجعة في قلب المقاومة باغتيال الشّهيد حسن نصر الله ، وهو يعلم تماما أن إيران لن تقف عند الوضوء بلا صلاة ،ولن تكون في صف العاجز أمام هذه الجريمة، وأن حزب الله لن يغفر له جريمته، كما أنّ مُضيّه نحو دفع المنطقة إلى حرب شاملة لم يعد يخيفه قدر خوفه من السّقوط والمحاسبة والسّجن الذي ينتظره و انتهائه مهزوما. .
وقد نفّذ "نيرون" إسرائيل ما خطط له منذ أشهر وأخرجه إلى الإعلام مسبقا ليطلق رصاصته الأخيرة وبلا عودة و يعلن باغتيال حسن نصرالله اشتعال المعركة والذّهاب إلى حرب مفتوحة . ويعيد بهذه الجريمة بين الطرفين جدل الثّأر والانتقام أو ذلّ الطأطاة و الوقوف عند حدود الوعيد .
إلا أنّ إيران ردّت بدورها وأوجعت بصواريخها الفرط صوتية وتوعّدت إسرائيل بمفاجأة أعدتها لها خصيصا لتأديبها في حال ردت على هجومها الأخير وهاجمتها. و هرول العدوّ في المقابل محذرا عن طريق أبواقه ومزاميره من تمادي "تهوّر إيران وعبثها و جعلها تسير على الجمر لتطاولها على أسيادها "!! .
هذا الوعيد المتبادل، هو في الحقيقة وعيد الاستعراض والاستعلاء في الظاهر لكن تحكمه حسابات ومصالح استراتيجية من الجانبين ونزعة من الخوف من الدّاخل ، فلكلّ طرف حساباته وأهدافه في معركة يفرض التكتيك فيها اختيار اللحظة الحاسمة لتحريك قطع النّرد على رقعة الشطرنج . وهو ما يفسّر خطاب سردكة بينهما، يستبطن من الدّاخل تردد إيران التي لم تشأ الدخول في مواجهة مباشرة لإدراكها أنّ إسرائيل تجر رجلها لساحة الحرب ، رغم تتالي الاغتيالات على أرضها واستفزازها والتجرّؤ على سيادتها بما جعلها تلتزم الوعيد وتؤخّر الرد إلى اللحظة المناسبة.
وفي المقابل، فإن خوف نتنياهو يتعلّق بشخصه أساسا في حرب يصفها في الظاهر بحرب وجود خوفا من اندثار الكيان اللقيط، وهو في الحقيقة يسعى إلى تحقيق انتصار سياسيّ يحميه من السّقوط و انتهائه سياسيا ، خاصة وأنّ المزاج العام الإسرائيليّ بات يرفضه ويدعوه إلى التنحي عن منصبه ، وهو ما تعكسه استطلاعات الرأي التي انقلبت عليه و خرجت من قبضته، فالمجتمع الإسرائيلي لم يعد في صفّه ، ولا يثق فيه ولا يؤمن بصواب سياسته ولا حسن إدارته للحرب ويرى في استبداله فرصة لواقع أمنيّ أفضل وخروج من الأزمة .
تهوّر نتنياهو لم يخف الخوف الإسرائيلي من التصعيد خاصة وأنه فتح المعركة على أكثر من واجهة ، إذ لم يطو ملف غزّة ليفتح جبهة في لبنان ويضع نفسه في مأزق من جديد مع إيران ، كما أنّ الموقف الأمريكي غير داعم لتوسيع مربع الاقتتال على الأقل في الوقت الرّاهن . وهو ما جعل أمريكا تهرول أمس إلى اللجوء إلى وساطة قطرية من خلال استدعاء أميرها للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في زيارة رسمية هي الأولى منذ توليه منصبه في جويلية الماضي.
ولئن قبلت قطر بالوساطة من جديد و تكلمت بلسان من فوّضوها لامتصاص الغضب الإيراني وعبرت عن مخاوفها من توسيع رقعة العنف والتهيّب من إعادة سيناريو غزة في لبنان ، إلا أنّها أعادت من جديد الحديث عن حل الدولتين باعتباره "مفتاح السّلام في منطقة الشّرق الأوسط" في سعي منها لضبط النفس . ومثل هذه الهرولة إلى لقاء رئيس إيران يؤكد لجوء أمريكا إلى مساع جديدة لجبر أضرار تهوّر نتنياهو ،وتجنّب دخول الحرب في منعرج جديد تقف فيه إيران والمقاومة ومحور المقاومة في منطقة القوّة بما من شأنه أن يدفع إلى تسوية نهائية في غزة ووقف إطلاق النار أو المضيّ في حرب شاملة وطاحنة.
وحيدة المي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق