عاجل

القصف في بيروت والدويّ في العواصم العربيّة! - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

كتب: كمال ميرزا

ما هي الرسالة التي يريد الكيان الصهيونيّ ومن خلفه داعمته وراعيته أمريكا توجيهها عبر الجرائم والمجازر والاغتيالات التي يقترفها في بيروت إلى بقيّة العواصم العربيّة؟

قبل القصف الهمجيّ، وقبل جرائم الحرب المتواصلة، وقبل إرهاب الدولة المُنظّم.. هل يريد العدو الصهيو - أمريكيّ أن يقول: أنتم مُخترَقون تماماً، ومستباحون تماماً، ونحن ونرصدكم جميعاً، ونراقبكم جميعاً، ونتتبّعكم جميعاً، ونعدّ عليكم حركاتكم وسكناتكم وشهقاتكم وزفراتكم ونبض قلوبكم والسيالات العصبيّة الصادرة من وإلى أدمغتكم.. أنتم، وأسركم، وحرّاسكم، وحاشيتكم، وكبار قادتكم ومسؤوليكم، وكلّ جندي وكلّ رصاصة وكلّ برغي في ترسانة عتادكم وسلاحكم الذي تمتلكونه أو الذي تحدّثكم أنفسكم بامتلاكه!

نسبة كبيرة من العرب تنظر أساساً إلى الكيان الصهيونيّ بـ "إنبهار هوليووديّ".. فما بالنا بعد كلّ هذا الجنون الذي جرى ويجري في بيروت؟!

وبعد الاختراق تأتي الجرائم  والمجازر والاغتيالات، ما هي الرسالة المطلوبة: الحذر الحذر، هذا مصير كلّ مَن يحاول أن يتململ، أو يتحرّك، أو "يتنمرد"، أو يشقّ عصا الطاعة، أو يتحدّى المشيئة والإرادة الصهيو - أمريكيّة التي لا تُقهر؟!

ماذا لو قرّر  المسعور "نتنياهو" وعصابة حربه بعد بيروت أنّه قد آن الأوان لاستكمال مخطّطاتهم الشيطانيّة في الضفّة الغربيّة، وإعادة احتلالها كاملةً، وتهجير أهلها إلى "وطنهم البديل" الأردن؟

ماذا لو رفض الأردن وقرّر من طرفه المبادرة للدفاع عن سيادته وكيان دولته وأمنه؟

هل سيصبح الأردن مُستباحاً ومهدور الدم بالنسبة للكيان؟ وهل ستصبح عمّان هدفاً مُشرَعاً؟ وهل سيصبح الأردنيون من أكبر قائد ومسؤول إلى أصغر مواطن أردنيّ يسير مطمئناً في الشارع أهدافاً مشروعة؟

وهل سيخرج عندها مسؤول أمريكيّ ليقول: من حقّ إسرائيل القيام بما تراه مناسباً للدفاع عن نفسها". أو مسؤول أوروبيّ ليقول: "لا أحد يملك القدرة على وقف نتنياهو"؟!

وماذا عن مصر؟ ماذا لو أنّ "نتنياهو" وعصابته قرّروا أنّه بعد تدمير وتجريف وتجويع غزّة قد آن الأوان لتهجير أهلها قسراً إلى سيناء؟

ماذا لو رفضت مصر والجيش المصري والدولة المصريّة العميقة ذلك؟

هل ستصبح القاهرة بقادتها ومسؤوليها وناسها وقناة السويس والنيل والسدّ العالي ومفاعل ضبعة والأهرامات وأبو الهول ....وكلّ ما هو مصريّ.. أهدافاً مشروعة ومُشرَعة؟

وماذا عن السعوديّة؟ ماذا لو قرّر العدو أنّه قد آن الأوان لفرض التطبيع على السعوديّين فرضاً؟ وتنفيذ مشروع الممر الهنديّ - الأوسطيّ - الأوروبيّ عنوةً، دون التوصّل إلى تفاهمات، ودون تقديم تنازلات، ودون مسار يُفضي إلى تأسيس دولة فلسطينيّة كما تطالب المملكة؟

هل ستصبح الرياض والسعوديّون   ....و"أرامكو" وآبار النفط ...... بنكاً شرعيّاً للأهداف؟

وما يسري على هذه الأمثلة هنا يسري على بقيّة العواصم العربيّة (والإسلاميّة).. وهكذا دواليك!

والسؤال، ما هو المتوقّع والمطلوب من هذه الدول والأنظمة في المقابل، أن تنكّس رؤوسها وتنحني وتطيع بكل خضوع واستكانة واستسلام وترتجي السلامة؟!

هل حقاً يستطيع أي قائد أو نظام أو دولة أن يرتجوا السلامة في علاقتهم مع الصهيونيّ والأمريكيّ، وألّا يُضحّى بهم عند الضرورة، أو يقدّموا "كبش فداء" من أجل حبك سيناريو ما مستحدث يخدم مصلحة مستجدّة أو عارضة أو طارئة؟

هل هناك حاجة لإعادة سرد قائمة الأمثلة التاريخيّة الطويلة بهذا الخصوص؟

قد يتشدّق أحدهم ويقول: هذه الدول غير، ودول وما تسمّى "الاعتدال العربيّ" غير؛ فهي بالنسبة لـ "إسرائيل" وأمريكا بمثابة "الصديق" و"الحليف" والدليل الخريطة التي "لولح" بها "نتنياهو" على منبر الأمم المتحدة ولم يعترض عليها أحد.. فهل "الإسرائيليّ" والأمريكيّ بحكم الشاهد التاريخيّ والتجربة التاريخيّة ممّن يُؤمَن جانب صداقتهم وحلفهم؟!

بل لو ذهبنا بـ "نظرية المؤامرة" إلى أبعد مما يطمح عشّاقُها، وقلنا أنّ جميع العواصم العربيّة (والإسلاميّة) "متواطئة" و"متآمرة" مع "تل أبيب" وواشنطن بهذه الصورة أو تلك إزاء ما يحدث في غزّة وفلسطين ولبنان.. فهل تصلح "تل أبيب" وواشنطن لأن تكونا حتى شريكاً موثوقاً في مؤامرة؟!

أنتَ ستكون أول طرف سيتآمر عليه الصهيونيّ والأمريكيّ ويتخلّصا منه متى ما قضيا وطرهما وحقّقا أهدافهما وغاياتهما المرجوّة!

قد يحلو للبعض هنا استخدام المثل العربيّ المُستهلك: "ألا إنّني أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض"، أو الأسود، أو "الفوشي"، أو "الرينبو".. لوّنه كيف تشاء! لكن المطلوب والمتوقّع من الدول والأنظمة العربيّة في الظرف الحالي، ومن أجل نفسها قبل أي طرف آخر، أن تقف وتقول لا (عمليّاً وليس مجرد كلام)، وأن ترفض أساساً أن تُعامل معاملة الثيران التي تُؤكَل تباعاً، وأنّ تدرك أنّ التضامن العربيّ (والإسلاميّ) لا "الناتو العربيّ"، وأنّ الدفاع العربيّ العربيّ الحقيقيّ لا الشكليّ أو الخطابيّ.. هما سبيل نجاتها وخلاصها الوحيد!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق