إعداد: مصطفى الزعبي
أصبح بموجب اثنين من الإجراءات التي وقعها حاكم الولاية جافين نيوسوم، إلزام الآباء في كاليفورنيا الذين يستفيدون من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تضم أطفالهم تخصيص بعض الأرباح للمؤثرين الصغار.
قال نيوسوم: «إن كاليفورنيا قادت الولايات المتحدة منذ ما يقرب من 80 عاماً في وضع قواعد أساسية لحماية فناني الأطفال من الإساءة المالية، لكن هذه اللوائح كانت بحاجة إلى التحديث، حيث يغطي القانون الحالي الأطفال العاملين في الأفلام والتلفزيون، لكنه لا يمتد إلى القاصرين الذين يصنعون أسماءهم على منصات، مثل «تيك توك» و«إنستجرام».
وأشار إلى أن مقاطع الفيديو العائلية، حيث يشارك المؤثرون تفاصيل حياتهم اليومية مع عدد لا يحصى من الغرباء على الإنترنت، أصبحت طريقة شائعة ومربحة لكسب المال بالنسبة للعديد من الأشخاص، إلى جانب الرقصات المنسقة وتعليقات الأطفال الصغار المضحكة، وقد تشارك مقاطع الفيديو العائلية في الوقت الحاضر تفاصيل حياة أطفالهم من التدريب على استخدام المرحاض، والأمراض، وسوء السلوك، ليشاهدها الغرباء، ويمكن أن تجني الصفقات التجارية التي تضم نجوم الإنترنت المفضلين عشرات الآلاف من الدولارات لكل مقطع فيديو، ولكن كانت هناك ضوابط ضئيلة لصناعة المشاركة، والتي يقول الخبراء: إنها قد تسبب ضرراً خطراً على الأطفال.
وقال في بيان: «تغير الكثير منذ الأيام الأولى لهوليوود، ولكن هنا في كاليفورنيا، ما يزال تركيزنا على حماية الأطفال من الاستغلال كما هو».
وتابع: «في هوليوود القديمة، كان يتم استغلال الممثلين الأطفال، في عام 2024، أصبح الأمر يتعلق الآن بالمؤثرين الأطفال، واليوم ينتهي هذا الاستغلال الحديث من خلال قانونين جديدين لحماية المؤثرين الشباب على تيك توك وإنستغرام ويوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى».
وتتبع قوانين ولاية كاليفورنيا، التي تحمي المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي من الأطفال، التشريع الأول من نوعه في البلاد بولاية إلينوي الذي دخل حيز التنفيذ في يوليو/ تموز من هذا العام. وتنطبق تدابير ولاية كاليفورنيا على جميع الأطفال دون سن 18 عاماً.
وتتطلب التدابير التي أقرتها ولاية كاليفورنيا، والتي حظيت بدعم ساحق من الحزبين، من الآباء والأوصياء الذين يستغلون وجود أطفالهم على الإنترنت مالياً، إنشاء صندوق ائتماني وسيتعين على الآباء الاحتفاظ بسجلات لعدد الدقائق التي يظهر فيها الأطفال في المحتوى على الإنترنت ومقدار الأموال التي يكسبونها من هذه المنشورات، من بين أمور أخرى.
وتمنح القوانين الأطفال المؤثرين الحق في الحصول على نسبة من الأرباح على أساس عدد مرات ظهورهم على مدونات الفيديو أو المحتوى عبر الإنترنت الذي يولد ما لا يقل عن 10 سنتات لكل مشاهدة، ويمكن للأطفال مقاضاة والديهم لفشلهم في القيام بذلك.
كما سيتم إيداع ما لا يقل عن 15% من أرباح الأطفال العاملين كمنشئي محتوى على منصات، مثل يوتيوب في صندوق ائتماني عندما يبلغون 18 عاماً.
وقد وفر قانون الولاية الحالي مثل هذه الحماية لممثلي الأطفال منذ عام 1939 بعد أن رفع الممثل الطفل في عصر الأفلام الصامتة جاكي كوغان دعوى قضائية ضد والديه لإهدار أرباحه.
وسوف تدخل القوانين الجديدة حيز التنفيذ في العام المقبل.
وتحظى هذه القوانين بدعم من نقابة ممثلي الشاشة والاتحاد الأمريكي لفناني التلفزيون والإذاعة، أو SAG-AFTRA، والمغنية ديمي لوفاتو، نجمة الأطفال السابقة التي تحدثت علناً عن إساءة معاملة الأطفال من قبل الممثلين.
وقالت لوفاتو في بيان: «من أجل بناء مستقبل أفضل للجيل القادم من نجوم الأطفال، نحتاج إلى وضع حماية للقاصرين الذين يعملون في الفضاء الرقمي. أنا ممتنة للحاكم نيوسوم لاتخاذه إجراءً بتحديث قانون كوغان الذي سيضمن منح الأطفال الذين يظهرون على وسائل التواصل الاجتماعي الوكالة عندما يبلغون سن الرشد وتعويضهم بشكل مناسب عن استخدام اسمهم وصورهم».
وتشكل القوانين الجديدة التي تحمي المؤثرين من الأطفال جزءاً من الجهود المستمرة التي يبذلها نيوسوم لمعالجة التأثيرات الصحية العقلية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، كما وقع نيوسوم في وقت سابق من هذا الشهر على مشروع قانون للحد من وصول الطلاب إلى الهواتف في المدارس ومنع منصات التواصل الاجتماعي من تقديم مواد إدمانية للأطفال دون موافقة الوالدين.