ترتبط الشيخوخة الفيزيولوجية بالتدهور التدريجي لوظائف الجسم وتطور الأمراض المرتبطة بالعمر. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث تقتل ما يقرب من 18 مليون شخص كل عام.

أوضحت مديرة معهد الأحياء والطب الحيوي في جامعة نيجني نوفغورود الحكومية، ورئيسة قسم الوراثة العامة والطبية، ماريا فيدونوفا: "نحن نولد بمجموعة معينة من الجينات، وهذه المجموعة ثابتة في كل خلية من خلايا جسمنا. إلا أن الجينات تكون في حالة نشطة وغير نشطة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مستوى نشاطها يختلف، حيث أن الجينوم يتفاعل باستمرار مع البيئة نتيجة تفاعل الجينوم مع البيئة، وهذا ما نسميه "التغيرات اللاجينية" فهي تؤثر على الجينوم، لكنها لا تؤدي إلى تغيير في تسلسل الحمض النووي (الطفرة)".

كجزء من العمل، تمت دراسة عدة مئات من الأشخاص الذين خضعوا للتشخيص الوظيفي لنظام القلب والأوعية الدموية (باستخدام تخطيط كهرباء القلب، وقياس ضغط الدم) وأجروا اختبار الدم لمؤشرات استقلاب الدهون والكربوهيدرات. بعد ذلك، خضع المشاركون لدراسة جينية لخلايا الدم، والتي على أساسها تمكن العلماء من تحديد النقاط القياسية في الجينوم التي ترتبط بالتغيرات في نظام القلب والأوعية الدموية.

وأشارت البروفيسور إلى أن "في هذه الحالة، نحن لا نتحدث عن التشخيص، ولكن عن عمليات الشيخوخة الوظيفية، التي يتغير خلالها نظام القلب والأوعية الدموية".

وأكدت أنه إذا كانت العلامات التي تشير إلى معدل شيخوخة نظام القلب والأوعية الدموية لدى الشخص أعلى من شركائه الزمنيين، يجب عليه إيلاء اهتمام خاص لنظام القلب والأوعية الدموية والاتصال بأخصائي أمراض الشيخوخة.

ووفقا لها، فإن هذا ضروري ليس فقط لضبط نمط الحياة والتغذية وما إلى ذلك، ولكن أيضًا لتطوير برنامج مراقبة فردي يسمح بتحديد "الحلقة الضعيفة" في الجسم وتطبيق الأساليب الطبية على وجه التحديد.

وقالت فيدونوفا: "تبدأ عملية الشيخوخة في وقت مبكر جدًا، ويعتقد أن هذا يحدث في سن 21 عامًا. وهناك أشخاص يعتبرون أنفسهم كبارًا بالفعل في سن الأربعين، ومع ذلك، فإن مفهوم "الشيخوخة" هو ما يعتبر شيخوخة من وجهة نظر علمية، عبارة عن مجموعة كاملة من التغييرات المعينة مع تقدم العمر، تنخفض قوة ضغط العضلات لدى الشخص، وتصبح العظام أكثر هشاشة، ويتغير محور ميل القلب، وتقل سرعة رد الفعل، ويظهر الوهن الشيخوخي، ويتناقص التفكير النقدي".

وأضافت فيدونوفا: "ينشأ الخوف من الروابط الاجتماعية وما إلى ذلك"، وتؤكد أن كل هذه العوامل تؤثر سلبًا على نوعية الحياة، لذلك يدرس العلماء في جميع أنحاء العالم أنماط الشيخوخة من أجل اتخاذ تدابير في الوقت المناسب تؤدي إلى طول العمر النشط.
وبحسب المقال المنشور في مجلة "موليكيولار بايولوجي" العلمية، فإن الأبحاث اللاجينية القياسية هي عملية مكلفة للغاية، وليس من الممكن بعد تطبيقها على نطاق واسع.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل