عاجل

مع الشروق .. لبنان و جامعة العجز العربي - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. لبنان و جامعة العجز العربي - بوابة فكرة وي, اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024 12:26 صباحاً

مع الشروق .. لبنان و جامعة العجز العربي

نشر في الشروق يوم 21 - 09 - 2024

2326862
العدوان على لبنان اتخذ شكل الحرب الشاملة والواسعة، في استعادة قد لا تكون مختلفة عمّا يحدث في غزة منذ نحو سنة كاملة. ومع ذلك فإن جامعة العجز العربي تختفي عن الأنظار بهياكلها و أنظمتها التي هي في أغلبها متواطئة مع العدو الصهيوني.
في كل الأحوال هناك التزامات قانونية يفرضها ميثاق هذه الجامعة على الدول التي مازالت في اعتقادنا منخرطة في هياكلها و لو نظريا. ومن بين مواثيق هذه المؤسسة هي الدفاع العربي المشترك عن أي دولة يقع انتهاك سيادتها. ولئن تم تدويل قضية فلسطين منذ أن تمّت تصفية قادة العرب الذين كانوا يقاومون العدو الصهيوني، بالشنق أو التصفية و الاغتيال، فإن لبنان ما يزال في اعتقادنا منضويا تحت سقف جامعة العجز التي لم تعد قادرة حتى على إصدار بيان تنديد. وهذا يفرض أخلاقيا على العرب أن يتحركوا حتى و إن كانوا على كراسي متحركة من أجل لجم العدوان.
لبنان التي عانت من الاحتلال الصهيوني طيلة عقود من الزمن و بيروت التي اجتاحها الاحتلال الصهيوني و التي استطاعت أن تدحره خارج أراضيها بفضل تضحيات مقاومتها، هي الآن تواجه هذا السيناريو التدميري الجديد من عدو لم ينس دحره في الخامس و العشرين من ماي سنة 2000، جنوب لبنان و لم ينس محرقة الميركافا في العام 2006. هذا العدو يرتكب الآن محارق في الضاحية الجنوبية و في جنوب لبنان و في كل منطقة عربية يصل إليها و لا يخشى أنظمة ميّتة و مطبّعة و لا يخشى جيوشا صدأت أسلحتها رغم عمليات التجميل التي يقوم بها قادتها.
الصمت العربي تجاوز درجة العار، وتجاوز حدود المصطلحات التي ابتكرها العرب لوصف العار، ولكن ما يجري في فلسطين و لبنان هو مجرد مقدمة لما هو آت بعد وعد ترامب بتوسيع جغرافية الكيان المحتل. سيبكي المصريون و السوريون و الأردنيون كثيرا لأنهم صمتوا يوم ذبحت غزّة و نحر أطفالها على مذبح الصهيونية العالمية. سيبكون كثيرا عندما يدركون أن صمتهم كان في خدمة الاحتلال و تمكينه من الاستقواء عليهم وسيردّدون يوما ما لقد أكلنا يوم أكل الثور الأبيض.
إن كان لافتا عدم اجتماع العرب ولو مرة واحدة طوال سنة كاملة من أجل غزّة، ولئن كان لافتا تجميد اجتماعات مجلس الجامعة بكل مستوياته في ظل هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، فإنّه لن يكون لافتا و لا مستغربا أن يواصل العرب صمتهم و عجزهم و تآمرهم مع المحتل من أجل استنساخ سيناريو غزّة في لبنان. لقد صار التآمر العربي والخذلان والصمت المخزي محيّرا ربما حتى للعدو نفسه، أما شعوب العالم الحرّة التي تخرج أسبوعيا للتظاهر في الشوارع العالمية فإنها تعرف طريقها إلى الحرية جيدا، أما العار فسيلتصق بهؤلاء العرب العجّز.
كمال بالهادي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق