ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك بأن التعاون بين المؤسسات والأطراف التي تتشارك الرؤى المتشابهة يفتح المجال أمام اكتساب قدر كبير من الخبرة، التي تدفع بدورها عجلة التقدم في مجال إدارة النفايات بفعالية. كما أن هذا التعاون يلعب دوراً أساسياً في ضمان تبني نهج شامل للتوافق الاستراتيجي الذي يتصدى لمختلف التحديات المعقدة ذات الصلة بأزمة النفايات العالمية.

وتنطوي الشراكات على أهمية خاصة لتحقيق أهداف إدارة النفايات، فعلى سبيل المثال، يعدُّ التعاون مع الجامعات والمدارس أمراً ضرورياً لنجاح مبادرات التوعية المجتمعية، كما أن استغلال نقاط القوة الجماعية لشركات القطاع الخاص والهيئات الحكومية يضمن أن تؤدي الجهود المبذولة في هذا السياق إلى استدامة طويلة الأجل، والحد بشكل كبير من النفايات.

ويتطلب تقييم فعالية إدارة النفايات النظر بشأن جميع أنواع النفايات، بما في ذلك النفايات الإلكترونية، والتي من المتوقع أن يصل حجمها إلى 82 مليون طن في عام 2030. وتبرز حاجة ملحة لمعالجة هذه النفايات في قارة آسيا على وجه الخصوص، والتي تستحوذ على أكبر كمية من النفايات الإلكترونية على مستوى العالم. وهذا أمر يمكن القيام به عبر الاستفادة من الشراكات بين مؤسسات إدارة النفايات والشركات المتخصصة في إدارة النفايات الإلكترونية.

ومن الأمثلة الجديرة بالملاحظة على ذلك، الشراكة التي أقيمت بين مجموعة تدوير ودوبال القابضة في وقت سابق من هذا العام، عندما استحوذت الشركتان معاً على شركة إنفيروسيرف المختصة بإعادة تدوير النفايات الإلكترونية، وذلك لضمان اتباع نهج شامل لتحقيق الهدف المشترك للشركتين والمتمثل في تحويل النفايات بعيداً عن المكبات، وتعزيز الاقتصاد الدائري. وتسلط هذه الشراكات الضوء على أهمية النمو والتوسع ودورهما في تحقيق إمكانات هذا القطاع.

وفضلاً عن تعزيز وتطوير حلول مبتكرة لإدارة النفايات، تؤكد الشراكات أيضاً على التزام الأطراف المعنية بالاستراتيجيات الوطنية، كما أنها ترسي معايير قوية للإدارة المسؤولة للنفايات للأجيال القادمة.