ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل منشآت استعادة المواد القابلة لإعادة التدوير منصة ذات أهمية كبيرة في جهود دولة الإمارات العربية المتحدة للحد من تحويل النفايات إلى المكبات وتعزيز مستويات استعادة الموارد. كما تلعب هذه المنشآت دوراً في غاية الأهمية في تحقيق أهداف الاستدامة في الدولة، عبر دعمها لجهود إعادة التدوير والاقتصاد الدائري. وتستخدم منشآت استعادة المواد القابلة للتدوير عمليات فرز آلية ويدوية لاستعادة المواد القيمة، مثل البلاستيك والمعادن والورق، مما يقلل من الحاجة إلى استخراج الموارد الخام. وتتمتع البلدان التي لديها أنظمة متقدمة في منشآت استعادة المواد، مثل اليابان وألمانيا، بالفوائد البيئية التي ترتبط بالمعدلات العالية لعمليات إعادة التدوير.

أما على صعيد الإمارات العربية المتحدة، فقد أدى التوسع الحضري السريع والنمو الصناعي إلى زيادة إنتاج النفايات، مما يجعل من إدارة هذه النفايات بكفاءة وفعالية أكثر أهمية من أي وقت مضى. وبدون أنظمة إعادة تدوير فعّالة وواسعة النطاق، مثل منشآت استعادة المواد القابلة للتدوير، سينتهي المطاف بالكثير من هذه النفايات في المكبّات، مما يساهم في زيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي ويزيد من التدهور البيئي.

وعلاوة على الدور المهم في تحويل النفايات بعيداً عن المكبّات، تلعب منشآت إعادة التدوير دوراً مهما ًجداً في قطاع إدارة النفايات، حيث يمكن إرسال المواد المستعادة إلى محطات تحويل النفايات إلى طاقة، بما يتماشى مع أهداف دولة الإمارات العربية المتحدة للتحول في مجال الطاقة، عبر تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وإغلاق حلقة النفايات.

وفي السياق ذاته، تعد مجموعة تدوير من اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال، إذ تقوم راهناً ببناء أول منشأة متخصصة في أبوظبي لمعالجة النفايات في منطقة المفرق الصناعية. وستقوم هذه المنشأة الحديثة بمعالجة أكثر من 1.3 مليون طن من النفايات سنوياً، واستعادة مواد قابلة للتدوير كالمعادن والبلاستيك. ويدعم هذا المشروع الطموح هدف المجموعة في تحويل 80% من نفايات بعيداً عن المكبات بحلول عام 2030، كما أنه سيساهم في إنتاج منتجات مشتقة من النفايات، مثل وقود الطيران المستدام.

ورغم أن هذه المنشأة تشكل خطوة حاسمة في سياق استراتيجية إدارة النفايات في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أنها تمثل جزءاً من جهد وطني أكبر لتعزيز كفاءة الموارد وحماية البيئة.