منذ اندلاع حرب غزة وهناك عدة جهات تستثمر هذا الصراع بشدة، على رأسهم تنظيم داعش، الذي يستثمر في المشاعر المعادية للغرب والكيان الصهيوني في آن واحد، ويسعى للاستفادة بأكبر قدر ممكن قبل ظهور أي حل في الأفق ينهي الحرب ويوقف مسيرة التدمير في المنطقة.

مستوى تواجد داعش في المنطقة والعالم 

ينشط الآن حوالي 2500 مقاتل في العراق وسوريا وهناك خلايا ومنظمات تابعة له في غرب وشمال أفريقيا، ومنذ السابع من أكتوبر في العام الماضي واندلاع الصراع بين إسرائيل ومحور المقاومة أصبح التنظيم يملك قدرة على تجنيد أعضاء في جميع أنحاء العالم وخاصة في أوروبا.

وغالبا ما يستهدف التنظيم المهاجرين أو أبنائهم الذين يشعرون بالتهميش، ويستغل داعش مظالمهم لجذبهم إلى صفوفه، وعادة ما يوجد هؤلاء المجندين في المناطق المزدحمة ذات معدلات البطالة المرتفعة، مما يجعلهم عرضة لتأثير المتطرفين. 

والخطورة في الأمر أن عدد أنصار داعش سواء السابقين أو المتعاطفين الذين يعيشون في أوروبا والولايات المتحدة غير معروف، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى أي محاولة لاكتشافهم سريعا. 

خراسان، أخطر  فروع داعش في العالم

وفقا لمركز مرونة المعلومات الأمريكي (CIR)  يعد فرع خراسان الأخطر في أذرع التنظيم حاليا، ويؤكد أن هناك ارتفاعًا حادًا في الدعاية التي انتجها خلال العامين الماضيين، كما ينشر محتواه بعدد متزايد من اللغات للوصول إلى جمهور يتجاوز حدود أفغانستان، مما يشكل تهديدًا متزايدًا للأمن العالمي. 

وفرع خراسان هو ذراع لتنظيم الدولة في جنوب آسيا وآسيا الوسطى، وينشط في أفغانستان وشملت منطقة عملياته باكستان، وطاجكستان والهند  إضافة إلى سريلانكا والمالديف وبنجلاديش، وقدر عدد مقاتلي التنظيم في خراسان عام 2021  من  1500 لـ 2200.

ومعظم أبناء هذا الفرع من المتمردين على حركة طالبان منذ 2015، بجانب اعضاء من بلدان متنوعة مثل باكستان وبنجلاديش والهند وميانمار، وقُتل زعماؤه الأوائل وهم حافظ سعيد خان وعبد الرؤوف أليزا على يد القوات الأمريكية في  2015  وعام 2016.

كما قتل أيضًأ زعماء لاحقين لهم؛ واعتقلت دائرة الاستخبارات الأفغانية زعيم التنظيم عبد الله أوروكزاي في أبريل 2020 ونفذ التنظيم عدة هجمات كبيرة ضد المدنيين أغلبها في أفغانستان وباكستان. 

وقتلت تفجيرات التنظيم في يوليو 2018 نحو 149 شخص في باكستان، كما قتل تفجير للتنظيم في كابول نحو 90 شخصًا في مايو 2021.، وفي أغسطس 2021 نحو 13 شخص من أفراد الجيش الأمريكي وعلى الأقل 169 أفغاني أثناء الإخلاء الأمريكي لكابول، والذي اعتبر أكبر عدد لقتلى الجيش الأمريكي في أفغانستان منذ عام 2011.

وتوضح الدكتورة أميرة جادون، أستاذة العلوم السياسية، صاحبة مؤلف «قادم» خطورة تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان، ويحذر من هذا الفرع وتستشهد بالدعاية الضخمة لتنظيم ولاية خراسان حتى بعد استعادة طالبان للسلطة في أفغانستان.

وترى جادون أن تنظيم خراسان يلعب على تصاعد مشاعر العداء في العالم الإسلامي للغرب وخاصة بعد مشكلة غزة، ويرغب في الاستفادة من هذه المشاعر التي تفاقمت بسبب الحرب في غزة.

سبب بقاء داعش رغم الضربات القاتلة للتنظيم

من ناحيتها، ترى داليا العقيدي، المديرة التنفيذية للمركز الأمريكي لمكافحة التطرف، أن داعش وأتباعه ما زالوا قادرين على التسبب في ضرر كبير، وشن الهجمات داخل أفغانستان وخارج حدودها كما ينتشر تهديد داعش الآن في جميع أنحاء أفريقيا.

وتوضح أن تنظيم داعش ينشط بشكل عام في كل دولة تفقد مقومات الاستقرار، كذلك يخرج من الجحور في وجود الحكومات الضعيفة التي ليس لديها سيطرة كاملة على زمام الامور في أي بلد كان، لذا أصبحت مناطق مثل الساحل وغرب ووسط وجنوب أفريقيا أكثر اضطرابا، بعد أن صارت ساحة وملعب مفتوح لتنظيم داعش والقاعدة، وتكسبهم المزيد من القوة.

طرق مكافحة الإرهاب في العالم

وفقا للمديرة التنفيذية للمركز الأمريكي لمكافحة التطرف، لايجب أن تتوقف الحرب العالمية ضد الإرهاب على العمل العسكري فحسب، بل يجب معالجة الأسباب الجذرية للتطرف، خاصة عندما تكافح الحكومات حتى تحافظ على السيطرة وإبقاء مقاليد الأمور في أيدي السلطة الشرعية.

وتؤكد العقيدي أن مشكلات مثل الفقر والفساد والتفاوت الاجتماعي من ضمن أهم الأسباب التي تغذي الإرهاب والتطرف، وبدون معالجة هذه القضايا العميقة، ستستمر الجماعات الإرهابية مثل داعش في العثور على مجندين جدد والحفاظ على نفوذها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.