عاجل

مع الشروق .. تصادق مع الذئاب ووعيك هو فأسك - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. تصادق مع الذئاب ووعيك هو فأسك - بوابة فكرة وي, اليوم الجمعة 6 سبتمبر 2024 02:13 صباحاً

مع الشروق .. تصادق مع الذئاب ووعيك هو فأسك

نشر في الشروق يوم 05 - 09 - 2024

2324920
احتفالية المولد النبوي الشّريف على الأبواب وإصبع المستهلك على الزّناد ، فإمّا أن يطلق الرّصاصة الأخيرة على رأسه وينتحر ماديا ويقضي ماتبقّى له من السنة في النازعات، أو يتحلّى بالحنكة والذّكاء ويُفرمل شهواته ورغباته و هو يستقبل في نفس الوقت العودة المدرسية والجامعية بمصاريفها الثقيلة المجحفة .
التونسي الذي ودّع للتوّ فصل الأفراح واللمّات والاصطياف والذروة الاستهلاكية ، يواجه سلسلة من المناسبات على مدار السنة ، ذات قدرة انفاقيّة عالية، تبدأ بالعودة المدرسية والمولد النبويّ الشّريف، وتنتهي برأس السنة الإدارية الجديدة و رمضان ، وعيد الأضحى ،وما يتوسّطها من مناسبات مثل عيد الحبّ و أعياد الميلاد التي يُولم لها أغلب التونسيين و يدقُّون لأجلها الدفوف حبّا أو تقليدا أو تظاهرا مهما كانت الظروف .
وقد اقتضت العادة أن تتمطط الطوابير أمام الفضاءات التجارية و نقاط البيع ،و يتجمهر المتجمهرون أمام الباعة ، و تكتظّ الأسواق وتزدحم الشّوارع ، ويتناكب التونسيون في كلّ مناسبة وتقوم الدّنيا ولا تقعد عندما يكون العرض أقل من الطلب . وتسجّل المناسبة ندرة في المنتوج أو مجرّد تراجع . فتلتهب الأسعار وتعمّ الفوضى والهستيريا في صفوف الأغلبية السّاحقة ويتهافت المتهافتون .
من منطلق الاضطرار، والعمل بالمثل، والتفاخر والاستعراض الاجتماعي تنتشر عدوى الاستهلاك ، وتنخرط الأغلبية في التعاند. ويستوي المقتدرون وغير المقتدرين ويتحلّقون جميعا حول ضرورة " اِعمل مثل جارك أو غيّر باب دارك"، وتنخرط الأغلبية في كرنفال من التقليد رغم أنف الظرف المادي الذي تمرّ به العائلة . فنحن طبعا من نصنع عاداتنا السيئة، و نتداولها ونعمل على تدويرها بيننا وتمريرها وإعادة إنتاج ثقافة اللهفة لنصبح عبيدا لهذه العادات وتتولّى بحكم التأثير و التأثّر بعد ذلك صناعتنا والتحكّم فينا .
في غياب الحكمة من الطبيعي جدّا أن تغيب نعمة ترشيد الاستهلاك ، والوعي الاستهلاكيّ و تتعامل المجموعة البشريّة بمنطق الاصطفاف وراء بعضها البعض لتكوين القطيع. هذا القطيع الذي يقع في التنمية والتشابه ويصبح غير قادر على الرفض أو القبول أو حتّى إبداء الرأي والاختلاف مع العامّة. وطبعا هذا ما يوقعها في استغلال المستكرشين ومن يتحيّنون الفرص ويركبون على الأحداث و يتاجرون بالفرح ويستكثرون على التونسيّ حتّى راحة البال وسعة العيش خارج منطق الابتزاز والاستغلال
وأعتقد أن تغوّل التجار في المناسبات يأتي من هذه الضرورة، وهذه العدوى الاستهلاكية، ومنطق القطيع في التعاطي مع المناسبات، و بالإمكان التصدّي لذلك بالوعي والمقاطعة ورفض الانصياع لمنطق الأغلبية المؤثّرة عملا بمقولة: تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعدًّا...وفأس المواطن في زمن التغوّل المادي هو وعيه.
وحيدة المي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق