استضاف الرئيس الصيني شي جينبينج، قادة أفارقة في عشاء فاخر في بكين الأربعاء، مع انطلاق أكبر قمَّة في المدينة منذ سنوات، قدَّم خلالها العملاق الآسيوي وعودًا بالتَّعاون في مجالات مختلفة، بينها مشروعات بنى تحتية والطاقة والتعليم. وتُعدُّ الصِّين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أكبر شريك تجاري لإفريقيا، وهي تسعى للاستفادة من كنوز القارَّة الهائلة من الموارد الطبيعيَّة؛ بما فيها النحاس، والذهب، والليثيوم، والمعادن الأرضيَّة النادرة.

كما زوَّدت الدولَ الإفريقيَّةَ ملياراتِ الدولارات على شكل قروض، ساعدت في بناء البنية التحتيَّة، لكنَّها أثارت جدلًا في بعض الأحيان؛ بسبب تحميل الدول ديونًا ضخمةً.

ووصل 25 زعيمًا إفريقيًّا إلى بكين، أو أكَّدوا حضورهم المنتدى الصيني الإفريقي، المقرر هذا الأسبوع، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، بينهم بعض الدول التي تواجه بلدانها خطرًا متزايدًا للتعرُّض لأزمة سداد ديون.

وأشاد الإعلام الحكومي الصيني هذا الأسبوع، بـ»شي»، ووصفه بأنَّه «صديق حقيقي لإفريقيا»، قائلًا إنَّ علاقات بكين تصل إلى «آفاق جديدة» تحت قيادته.

وحتى الأربعاء، أجرى «شي» محادثات مع أكثر من عشرة من نظرائه الأفارقة في بكين، وفق ما أفاد تعداد لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وأوردت الوكالة الحكوميَّة أنَّ «شي» دعا -خلال اجتماعه مع بولا تينوبو رئيس نيجيريا، إحدى كُبْرَى الدول المدينة للصين في القارَّة- إلى تعاون كبير في مجال «تطوير البنية التحتيَّة والطاقة والموارد المعدنيَّة».

وفي محادثاته مع رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا أيضًا، وعد الرئيس الصيني بالتَّعاون في «الاستثمار والتجارة والبنية التحتيَّة والموارد المعدنيَّة» وغيرها من المجالات.

ويقول محلِّلون إنَّ سخاء بكين تجاه القارة الإفريقيَّة يُعادُ النَّظر فيه على أنَّه مواجهة المشكلات الاقتصاديَّة في الداخل، وإنَّ المخاوف الجيوسياسيَّة بشأن صراع متنامٍ مع الولايات المتحدة قد تكون هي التي تدفع بهذه السياسة.