عاجل

إبراهيم الحجار.. قامة موسيقية نبيلة وإرث فني خالد - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إبراهيم الحجار.. قامة موسيقية نبيلة وإرث فني خالد - بوابة فكرة وي, اليوم الأربعاء 4 سبتمبر 2024 02:29 صباحاً

كانت ملامح الموسيقار الراحل ابراهيم الحجار تدفعك لأن تقع في محبته منذ اللقاء الاول وربما جذبتك تلك النظرة الطيبة في عينيه لتقترب من رأسه لتقبلها ، فقد كانت اخلاق الحجار الكبير كاخلاق ولي من اولياء الله الصالحين .. فنان احترم فنه وعاش شريفا عفوفا لم يمتهن او يهين الفن ابدا ووهب عمره للموسيقى التي تحترم مشاعر وروح الإنسان وبهذه الروح النقية الشفافة قام بتربية ولديه احمد وعلي الحجار .

وُلد إبراهيم الحجار في السابع من يناير عام 1922 بمحافظة بني سويف، وكان والده حريصاً على تعليمه القرآن الكريم منذ صغره، ليترسخ في شخصيته القيم والأخلاق الرفيعة التي لازمته طوال حياته. 


التحق بمدرسة المعلمين ثم مدرسة معلمي بني سويف، ولكن شغفه بالموسيقى دفعه للانتقال إلى القاهرة في سن الثانية والعشرين، حيث خاض امتحان الأصوات الجديدة في هيئة الإذاعة المصرية وبمناسبة تقدمه للإذاعة هناك حكاية اصبحت طريفة الان ولكن حينها كانت مأساوية و تخص بدايات إبراهيم الحجار تتعلق باسمه واعتراض الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب على استخدامه، فعندما تقدم إبراهيم الحجار لاختبارات الإذاعة المصرية، قدم نفسه باسمه الكامل، ولكن اسم "الحجار" أثار استغراب واهتمام لجنة التحكيم، خصوصًا محمد عبد الوهاب.


في البداية، كان عبد الوهاب متحفظًا على اسم "الحجار"، حيث رأى أنه غير ملائم لفنان يريد أن يصبح نجمًا في عالم الغناء. عبد الوهاب اقترح على إبراهيم أن يغير اسمه إلى اسم آخر يناسب الساحة الفنية ويكون أكثر لفتًا للأنظار، مثل أسماء الفنانين المشهورين في ذلك الوقت.

لكن إبراهيم الحجار كان متمسكًا باسمه، مؤمنًا بأن الاسم لا يؤثر على موهبته أو قدرته على النجاح. وفي لحظة حاسمة، قال لعبد الوهاب ولأعضاء اللجنة: "أنا ابن ناس، واسمي الحجار ولا أرى سببًا لتغييره." وأمام هذا الإصرار، واحترامًا لشخصية إبراهيم القوية وثقته بنفسه حرم من الالتحاق لفترة ممكن حرمه ايضا من العمل بشكل رسمي والتكسب من فنه ولكن بعد وقت وافقت اللجنة على قبوله باسمه الذي عرف به لاحقًا وأصبح علامة مميزة له. هذا الموقف يظهر كيف كان إبراهيم الحجار يحترم أصوله وتاريخه، وهو ما انعكس في مسيرته الفنية التي تميزت بالأصالة والاحترام للفن والجمهور.

انضم إبراهيم الحجار إلى معهد الموسيقى العربية، وسرعان ما تم اعتماده كمغنٍ رسمي في الإذاعة عام 1945. لم تقتصر مساهماته على الغناء فقط، بل كان له دور ريادي في إدارة الأوبرا المصرية عندما عُين هناك عام 1968، حيث أسس فرقة الموسيقى العربية التي قدمت العديد من الحفلات الموسيقية الدورية.

رغم إحالته إلى التقاعد عام 1982، لم يتوقف عطاؤه الفني، بل استمر في تعليم وتحفيظ الموشحات والأدوار لطلاب المعهد العالي للموسيقى العربية. وكان لإبراهيم الحجار دور كبير في تخرج العديد من النجوم البارزين في عالم الغناء، مثل لطيفة، طارق فؤاد، أنغام، مدحت صالح، نادية مصطفى، شيرين وجدي، وغيرهم. كما ترك أثراً خاصاً في حياة ولديه، أحمد وعلي الحجار، اللذين أصبحا من أعمدة الفن العربي بفضل تربيتهما الموسيقية السليمة.

رحل إبراهيم الحجار عن عالمنا في الرابع من سبتمبر عام 2000، لكن إرثه الموسيقي وأخلاقه النبيلة ستظل خالدة في ذاكرة كل من عرفه أو استمع إلى موسيقاه. 


كان الحجار الكبير فناناً يعيش من أجل الفن الحقيقي، ويؤمن بأن الموسيقى رسالة سامية تستحق أن تُحترم وتُقدَّر، وهو ما جعله رمزاً للفنان الأصيل الذي لم يساوم يوماً على مبادئه.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار ذات صلة

0 تعليق