واصل الجيش الإسرائيلي أمس ولليوم الرابع على التوالي العملية العسكرية التي ينفذها في الضفة الغربية المحتلة بزعم «مكافحة الإرهاب». وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية الجمعة بوقوع «20 شهيداً» منذ بدء العملية الإسرائيلية الأربعاء الماضي.

وأعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أن 13 على الأقل من القتلى ينتمون إلى كتائب القسام وسرايا القدس الذراعين المسلحتين لهما.

فيما أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة إلى 40691 قتيلاً.

وقال الجيش إنه قضى على ثلاثة من مقاتلي حماس في بلدة الزبابدة جنوب غرب جنين الجمعة، بينهم قائد الحركة في المدينة وسام خازم، ورجل رابع يبلغ 82 عاماً وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

وتدور معارك شرسة في مدينة جنين منذ صباح أمس مع مواصلة الجيش الإسرائيلي لليوم الرابع توالياً عملياته العسكرية الدامية «لمكافحة الإرهاب».

وأفاد مصور وكالة الأنباء الفرنسية بأن أصوات إطلاق النار تتردد في أنحاء المدينة التي خلت شوارعها من الحركة، باستثناء العربات العسكرية الإسرائيلية، مشيراً إلى تحليق طائرات مسيّرة في أجوائها صباحاً.

وأعلَنت القوات الإسرائيلية ليل الجمعة مقتل فلسطينيين كانا يعتزمان تنفيذ هجمات باستخدام عبوات ناسفة قرب مستوطنات في جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن «إرهابياً حاول تنفيذ هجوم بسيارة مفخخة» قرب تجمع مستوطنات غوش عتصيون، فيما قام آخر بـ»التسلل إلى (مستوطنة) كرمي تسور».

وأوضح في بيان أن سيارة انفجرت عند محطة وقود قرب غوش عتصيون، واصفاً ذلك بـ»محاولة تفجير سيارة مفخخة من قبل إرهابي» - على حد وصف البيان الاسرائيلي .

وبشأن مستوطنة كرمي تسور، أوضح الجيش أن «إرهابيا تسلل إلى المجمع (مستقلا سيارة)، ما دفع مسؤول الأمن إلى مطاردته بسيارته»، مشيراً إلى وقوع اصطدام بين السيارتين «ما أدى إلى القضاء على الإرهابي بعيد ذلك».

وأضاف أن «عبوة ناسفة انفجرت في سيارة الإرهابي».

من جهتها، تحدثت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن «عملية بطولية مزدوجة» بينما رحبت الجهاد الإسلامي بـ»عملية نوعية مزدوجة».

وقال سكان لوكالة الأنباء الفرنسية إن القوات الإسرائيلية نشطت الجمعة في جنين فقط بعد انسحابها من طوباس وطولكرم.

ومساءً، أفاد مصور في الوكالة بسماع أصوات إطلاق نار وانفجارات في أنحاء جنين. وفي مخيم نور شمس في طولكرم، عاين سكان الأضرار الجمعة أمام المباني المدمرة والطرق المجروفة.

وقال نايف العجمة بأسى «ما الفرق بيننا وبين غزة؟ لا فرق بيننا وبين غزة، نحن غزة ثانية».

واعتبرت فرنسا الجمعة أنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية «تفاقم جو عدم استقرار وعنف غير مسبوق»، فيما ندّدت إسبانيا بـ»اندلاع أعمال العنف»، مشدّدة على أنّه «أمر غير مقبول إطلاقاً».

كذلك، أعربت لندن عن «قلقها العميق» جراء «الأساليب» التي تستخدمها القوات الإسرائيلية في العملية العسكرية، و «التقارير عن ضحايا مدنيين وتدمير البنى التحتية المدنية» في الضفة الغربية، مؤكدة أنّ «الحاجة إلى وقف التصعيد ملحّة».